الفريق عبدالله محمد الوهيبي مساعد قائد الحرس الملكي نقف وبكل اعتزاز وفخر على الملحمة البطولية التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ورجاله الأوفياء لتوحيد المملكة العربية السعودية. لقد غرس المؤسس أول بذور النماء لدولة فتية تحكم بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وكان الملك المؤسس صاحب حنكة وبعد نظر، حيث جعل السياسة في خدمة الاقتصاد، وأرسى بذلك القواعد، وسارت البلاد على نهج ثابت، فكان الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز هو إقامة شرع الله من منابعه الصافية الكتاب وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث قال المؤسس رحمه الله (إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له، أعتمد عليه في السر والعلانية، والظاهر والباطن، وإن الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه، وإني أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد والحرص عليها). لم يكن مشوار النماء سهلاً، وأتى من بعده أبناؤه الكرام، وواصلوا مسيرة الجد والكفاح لبناء الوطن، فرحمهم الله جميعاً. وجاء من بعدهم قائد الإنجاز والتطوير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وقد أولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز العلم والثقافة اهتماماً واضحاً، وكان من نتاج ذلك إنشاء الجامعات الكبرى بالمواصفات العالمية، وزيادة أعداد المبتعثين للدراسة في الخارج. كما شهد عهده كثيرا من المنجزات التنموية العملاقة اقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية، وكذا في مجالات النقل والمواصلات والقطارات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، على امتداد مساحتها الشاسعة، وتميزت تلك المنجزات بالتكامل في بناء الوطن وتنميته. وأمر حفظه الله بتطوير نظام القضاء ونظام ديوان المظالم والرقي به. كما قاد الملك عبدالله التطوير الاقتصادي الشامل من أجل تحسين بيئة الأعمال في البلاد. وحرصاً منه أيده الله على راحة حجاج ومعتمري وزوار بيت الله الحرام أمر بأكبر توسعة للحرمين الشريفين، وافتتاح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم. كان ولا يزال هاجس المواطن السعودي قائده ملك الإنسانية، فأثناء عودته من رحلته العلاجية استقبله أبناؤه المواطنون بالمحبة والوفاء والإخلاص، في وقت تشهد فيه بعض الدول اضطرابات وعدم استقرار، وأكرم شعبه بكلماته المعبرة الصادقة التي تنبع من قلب محبٍ لشعبه، وتلاها أوامره السامية الكريمة التي تلامس حاجات وشؤون المواطنين، ما أكرمك من ملك وأنت في رحلتك للعلاج تسأل عن شعبك فبادلك الحب بالحب. ومن حرصه رعاه الله على لم الشمل الإسلامي دعا إلى عقد اجتماع استثنائي لمؤتمر التضامن الإسلامي في رمضان بمكة المكرمة. إن اليوم الوطني يعني لنا كثيرا، فالواجب علينا أن نقف وقفة تأمل نسترجع فيها ملحمة البطولة التاريخية وسنوات الجهد والعطاء، امتدادا للأوائل الذين رصفوا بداية الطريق وأفسحوا لنا الفرصة لكي نرتقي إلى آفاق المستقبل. إن هذه الذكرى هي رمز الإنسان السعودي الذي يحمل بذور النقاء والنماء. حفظك الله يا سيدي ومتعك بالصحة والعافية وولي عهدك الأمين. وأبقاك الله شامخاً يا وطن العز والنماء.