اشترط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تخلي تنظيم القاعدة عن السلاح والفكر المتطرف لفتح حوار معه، كاشفا عن وجود وسطاء في هذا المجال إلا أن جهودهم غير مثمرة. وقال هادي في خطاب إلى اليمنيين أمس بمناسبة الذكرى ال50 للثورة على حكم الإمام في شمال اليمن "هناك وسطاء يضغطون في مسألة القبول بحوار مع القاعدة أو أنصار الشريعة". وأكد هادي في هذا السياق "دائما أقول إنه ورغم أن دماء عزيزة قد سالت ومساكن تهدمت وأناسا تشردوا إلا أنه ومع ذلك يمكن الحديث عن فتح حوار، شريطة أن تعلن القاعدة عن موافقتها على تسليم أسلحتها وإعلان توبتها من أفكارها المتطرفة البعيدة عن الإسلام وتخليها عن حماية العناصر المسلحة من خارج اليمن". واعتبر أن تنفيذ هذه الشروط "يكون بمثابة فتح باب للحوار"، إلا أنه قال إن الوسطاء "عادة ما يذهبون ولا يعودون مرة أخرى"، في إشارة إلى عدم قبول القاعدة بهذه الشروط. وفيما كان الرئيس هادي يلقي كلمته في الأممالمتحدة والتي أكد فيها التزام بلاده بتنفيذ المبادرة الخليجية، مشددا على أن القاعدة فقدت أي تأييد في الشارع بعد الهجمات الأخيرة، سقط أمس خمسة قتلى ونحو 17 شخصاً آخر بانفجار في سوق شعبي في منطقة رصد بمديرية يافع، جنوب البلاد. إلى ذلك، دعا الرئيس اليمني المعارضين المقيمين خارج اليمن للعودة، محددا أن ذلك ينطبق على من يحترم دستور اليمن، ما قد يعني استبعاد قادة جنوبيين يدعون إلى استعادة دولة الجنوب مثل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض. والتقى هادي نظيره الأميركي باراك أوباما في مقر الأممالمتحدة، حيث استعرضا جملة من القضايا على المستوى الثنائي والمستجدات والتطورات التي يمر بها اليمن في ضوء المبادرة الخليجية. وأكد أوباما خلال اللقاء دعم بلاده ومساعداتها الكاملة لليمن حتى نجاح المرحلة الانتقالية والوصول الآمن إلى فبراير 2014، حيث ستجرى انتخابات رئاسية. كما التقى عبد ربه أيضا مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حيث استعرضا مجالات التعاون بين البلدين ولا سيما في مجال مساعدة اليمن ودعم نجاحاته في مسار تنفيذ المبادرة الخليجية. وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التقى عبد ربه أيضا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومديرة برنامج الأممالمتحدة لشؤون التنمية هيلين كلارك، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك بريمتش، ورئيس وكالة التنمية الأميركية راجيف شاه.