ذكر مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك، في بيان، أنه لا يستطيع أن يرى كيف يمكن التوفيق بين الغزو الشامل لرفح والقانون الإنساني الدولي. بينما كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن معارضته هجوما عسكريا كبيرا على رفح، حيث تسارعت وتيرة النزوح الجماعي للفلسطينيين من آخر ملجأ لهم في قطاع غزة مع توغل القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الجنوبية، التي فر لها نحو 300 ألف من بين أكثر من مليون مدني لاجئ بعد أوامر الإخلاء من إسرائيل. اعتراضات دولية وكتب الكاتب بن كاسبيت في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية اليومية، معبّرا عن الإحباط المتزايد الذي يشعر به العديد من الإسرائيليين بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب: «لا يمكن الإطاحة بنظام حماس دون إعداد بديل لذلك النظام. الأشخاص الوحيدون الذين يستطيعون حكم غزة بعد الحرب هم سكان غزة، مع الكثير من الدعم والمساعدة من الخارج». وبينما قال بلينكن لشبكة «سي. بي. إس» إن إسرائيل ستترك «حقيبة التمرد المستمر» دون خروج من غزة وخطة حكم ما بعد الحرب، ذكرت الولاياتالمتحدة أن استخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية ينتهك على الأرجح القانون الدولي، ولكن الأدلة غير كاملة. وأصدرت مصر أقوى اعتراض لها حتى الآن على هجوم رفح، قائلة إنها تعتزم الانضمام رسميا إلى قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تزعم أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو اتهام ترفضه إسرائيل. وأشار بيان وزارة الخارجية إلى «تفاقم شدة ونطاق الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين». ويبدو أن المحادثات التي تتم بوساطة دولية بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قد توقفت. مواصلة القتال وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب ألقاه، بمواصلة القتال حتى النصر في ذكرى القتلى في الحرب. لكن في تل أبيب وقف مئات المتظاهرين خارج المقر العسكري، وأضاءوا الشموع في أثناء إطلاق صفارات الإنذار دقيقة، مطالبين باتفاق فوري لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن. وقد رفض نتنياهو خطط ما بعد الحرب التي اقترحتها الولاياتالمتحدة بشأن قيام السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بحكم غزة بدعم من الدول العربية والإسلامية. وتعتمد هذه الخطط على التقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو ما تعارضه الحكومة الإسرائيلية. وقال الأدميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات تعمل أيضًا في مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون الشماليتين، اللتين تعرضتا لقصف شديد في الأيام الأولى للحرب. بينما أفاد الجناح العسكري لحركة حماس بأنه قصف قوات خاصة إسرائيلية شرق جباليا، وأطلق قذائف هاون على القوات والمركبات التي دخلت منطقة معبر رفح الحدودي. قصف عنيف أفاد فلسطينيون بقصف إسرائيلي عنيف خلال الليل على مخيم جباليا للاجئين، ومناطق أخرى في شمال قطاع غزة الذي عزلته القوات الإسرائيلية إلى حد كبير منذ أشهر. بينما يقول مسؤولو الأممالمتحدة إن هناك «مجاعة شاملة» هناك. وأضاف سكان أن طائرات حربية ومدفعية إسرائيلية قصفت أيضا منطقة الزيتون شرق مدينة غزة، حيث تشتبك القوات مع نشطاء منذ أكثر من أسبوع. وقد دعوا عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الانتقال للمناطق المجاورة. وقال المستجيبون الأوائل من الدفاع المدني الفلسطيني إنهم لم يتمكنوا من الاستجابة لنداءات المساعدة المتعددة الواردة من المنطقتين، وكذلك من رفح. ووسط غزة، لفت العاملون في مستشفى الأقصى بدير البلح إلى أن غارة إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص. الفرار إلى الجنوب كانت رفح تؤوي 1.3 مليون فلسطيني، معظمهم فروا من القتال في أماكن أخرى. لكن إسرائيل أخلت الآن الثلث الشرقي من المدينة. ويتجه معظم الناس إلى مدينة خان يونس القريبة التي لحقت بها أضرار جسيمة، أو إلى المواصي، وهو مخيم ساحلي يعيش فيه نحو 450.000 شخص في ظروف مزرية. وحذرت الأممالمتحدة من أن الغزو المخطط له الواسع النطاق من شأنه أن يُزيد من شل العمليات الإنسانية، ويتسبب في ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين. وقد تأثرت بالفعل نقاط دخول المساعدات الرئيسية القريبة من رفح. بينما سيطرت القوات الإسرائيلية على جانب معبر رفح بقطاع غزة، وأجبرته على الإغلاق. وقال مسؤول مصري كبير إن القاهرة قدمت احتجاجات إلى إسرائيل والولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية، مؤكدة أن الهجوم المتوقع سيعرض معاهدة السلام التي استمرت عقودًا مع إسرائيل – وهي حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي – لخطر كبير. ولم يكن المسؤول مخولا بإحاطة وسائل الإعلام، وتحدث شريطة عدم كشف هويته. وبينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لن يقدم أسلحة هجومية لإسرائيل في رفح، تقول إدارته إن هناك أدلة «معقولة» على أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي الذي يحمي المدنيين. وترفض إسرائيل هذه الاتهامات، قائلة إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين، وتلقي باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى، لأن مسلحي الحركة يقاتلون في مناطق سكنية كثيفة. وفي الضفة الغربية، حيث تزايدت أعمال العنف الدامية منذ بدء الحرب، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن رجلا قتل برصاص القوات الإسرائيلية بمخيم بلاطة للاجئين في نابلس. وبيّن الجيش أن قواته ردت بالذخيرة الحية بعد أن أطلق مسلحون النار عليها في المخيم. عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة: رفع عدد الشهداء إلى 35901 شهيد بلغ عدد الجرحى نحو 78827 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال زاد من أعداد النازحين تسبب في خراب كبير بغزة عرض الشمال إلى مجاعة شاملة