أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين، أن حصيلة القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ارتفعت إلى 1851 فلسطينيا بعد انتشال جثث حوالى 18 قتيلا. وقال أشرف القدرة: إن حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب والعدوان حتى الآن بلغ 1851 شهيدا غالبيتهم العظمى من المدنيين، وأوضح القدرة أن عشرين مواطنا استشهدوا منذ ساعة الفجر الأولى، بينهم ثلاثة مواطنين استشهدوا في القصف العدواني على منزل عائلة البكري في مخيم الشاطئ صباح الاثنين، وتابع القدرة: "من بين شهداء عائلة البكري الطفلة أسيل محمد البكري وعمرها 8 سنوات". وأشار إلى أنه تم انتشال 18جثة على الأقل لشهداء حتى الآن من تحت أنقاض بيوت مدمرة أو في الطرقات خصوصا من خان يونس ورفح (جنوب) والشجاعية (شرق مدينة غزة، وذكر القدرة أن عمليات البحث عن شهداء ومصابين مستمرة في كافة مناطق القطاع التي تتعرض للقصف الهمجي. اختراق الهدنة وكانت إسرائيل قد بدأت تطبيق وقف لإطلاق النار من جانب واحد في معظم مناطق قطاع غزة لسبع ساعات الاثنين، غير أن الفلسطينيين اتهموها على الفور بخرق الهدنة بقصف مخيم للاجئين في مدينة غزة، وقوبل إعلان الهدنة الذي قدم في البداية لوسائل الإعلام الفلسطينية بتشكك من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان: إن هذه الهدنة التي تبدأ في الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي لن تسري على مناطق في مدينة رفح بجنوبغزة كثفت فيها القوات البرية الإسرائيلية هجماتها بعد مقتل ثلاثة جنود في كمين نصبته حماس هناك يوم الجمعة. وقال المسؤول: «إذا خرقت الهدنة سيرد الجيش على إطلاق النار خلال فترة الهدنة المعلنة»، وصرح المسؤول بأن شرق رفح هي منطقة الحضر الوحيدة التي ما زالت تتواجد فيها قوات ودبابات إسرائيلية بعد الانسحاب أو إعادة الانتشار قرب حدود غزة مع إسرائيل في مطلع الأسبوع، فيما قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: إن التهدئة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد تهدف إلى صرف الاهتمام عن المذابح الإسرائيلية، وأضاف: إن حماس لا تثق في مثل هذه التهدئة وتحث الشعب الفلسطيني على توخي الحذر. وفي غارة قبل الفجر قتلت إسرائيل قياديا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل إلى جانب حماس، وعرفته الجهاد الإسلامي بأنه القيادي دانيال منصور قائد القيادة الشمالية وذكرت أنه قتل خلال قصف لمنزل في جباليا. غضب دولي على صعيد آخر، أثار القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة وأدى إلى سقوط عشرة قتلى في قطاع غزة غضبا دوليا، وخاصة من الولاياتالمتحدة التي رأت أن الاشتباه في وجود ناشطين في مكان ما لا يبرر غارات تعرض للخطر حياة كل هؤلاء المدنيين الأبرياء. وبيان وزارة الخارجية الأميركية هو الأقسى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: إن الولاياتالمتحدة روعت للقصف المشين الذي استهدف مدرسة تابعة للاونروا في رفح. واسفر استهداف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في رفح جنوب القطاع الأحد، عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، وكان لجأ الآلاف إلى المدرسة هربا من القصف الإسرائيلي في أحيائهم. وهي المرة الثالثة في عشرة أيام التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للأمم المتحدة للقصف، حيث قتل نحو 30 فلسطينيا في قصف مدرسة في بيت حانون في 24 يوليو الماضي، وأخرى في جباليا في 31 من الشهر نفسه. وبدون تحميل المسؤولية صراحة لأي من الجانبين قالت بساكي "نشدد من جديد على ضرورة أن تقوم إسرائيل بالمزيد لاحترام المعايير التي وضعتها بنفسها، وتجنب سقوط ضحايا مدنيين". من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قصف المدرسة ب"العمل الإجرامي"، وقال في بيان تلاه المتحدث باسمه: إن هذا القصف الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الإنساني الدولي هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعمل اجرامي، وتابع الأمين العام: "هذا الجنون يجب أن يتوقف" داعيا إسرائيل وحماس إلى وقف القتال والتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في القاهرة. وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «إن حق إسرائيل بالأمن لا يبرر قتل أطفال أو ارتكاب مذبحة بحق مدنيين»، وأضاف: إن حماس تتحمل بالتأكيد مسؤولية كبرى في هذا التصعيد القاتل الذي يخدم المتطرفين خصوصا، لكن هذا أيضا لا يبرر ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه جرائم. وأكد الوزير الفرنسي أن الحل السياسي للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يجب أن يفرض من قبل المجموعة الدولية لأن الطرفين وبرغم المحاولات العديدة، أثبتا للأسف أنهما غير قادرين على الوصول إلى نتيجة. اما رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون فقال: أعتقد أن الأممالمتحدة محقة في إدانة (ذلك القصف) لأن القانون الدولي واضح جدا بشأن عدم استهداف المدنيين والمدارس، إذا تبين أن ذلك صحيح. كما أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية الاثنين أن مدريد "تدين بشدة" "الهجوم البالغ الخطورة" الذي تسبب بمقتل عشرة فلسطينيين بينهم طفل في مدرسة تابعة للأنروا في غزة، وتؤكد مجددا مطالبتها بوقف إطلاق نار "عاجل ودائم" في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقالت الوزارة في بيان: إن هذا الهجوم البالغ الخطورة هو الثالث الذي أصاب مركزا للأمم المتحدة في قطاع غزة لجأ إليه آلاف الفلسطينيين.