تعتبر مقاطعة شينجيانغ القلب النابض لطريق الحزام والحرير، وهو المشروع الذي أطلقته الحكومة الصينية بهدف تحسين خدمات النقل اللوجستية، وتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية وسكك حديدية ضخمة تربط الصين بقارات العالم عبر الطرق البرية والبحرية الإستراتيجية. من الطبيعي القول إن مبادرة طريق الحزام والحرير مبادرة طموحة، وقد تقلب موازين القوى الدولية. يتمتع إقليم شينجيانغ بأهمية بالغة في تحقيق مشروع الحزام والطريق، فهو نقطة محورية مهمة وممر مهم بين الصين والدول الأخرى، ويقع في عمق آسيا، ويمثّل نقطة التقاء بين الثقافات الصينية والغربية. 65 مجموعة عرقية هذه المنطقة المهمة إستراتيجيا عُرفت عبر التاريخ بتعدد الأديان واختلاف العرقيات التي تصل إلى 56 مجموعة عرقية عاشوا في انسجام ووئام حتى أصبح إقليم شينجيانغ يقدم نموذجا للتعايش والتعددية الثقافية التي يراها الزائر منذ الوهلة الأولى عند زيارته شينجيانغ. هذه المقاطعة ذات الأهمية الإستراتيجية كانت موضعا لإثارة الجدل في السنوات الأخيرة، إذ يعتقد الصينيون أن الإعلام الغربي يشن حملة تضليل واسعة النطاق لعرقلة المبادرة الصينية المتمثلة في مشروع الحزام والطريق، واستغلال قضايا الأقليات العرقية واستخدامها سلاحا في معركة النفوذ والتنافس الاقتصادي بين القوى الدولية، كون منطقة شينجيانغ تمثل مفتاح طريق الحرير القديم ومفتاح الطرق البرية لمبادرة الحزام والطريق. وبالتالي، فإنها مستهدفة كونها بوابة دخول موارد الطاقة إلى الصين، فضلا عن كونها البوابة البرية لخروج البضائع الصينية إلى آسيا الوسطى، ثم تركيا فأوروبا. أهمية جيوسياسية تكمن أهمية إقليم شينجيانغ الجيوسياسية في أنه يُفسر دوافع الحملة الغربية المضادة والدعاية السلبية والكم الهائل من المعلومات المغلوطة التي تنشرها على نطاق واسع، وعبر كل وسائل التواصل والإعلام. ومن الطبيعي أن يقف المسؤولون الصينيون في مواجهة الحملة الإعلامية الغربية بترتيب أنشطة الزيارة لمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، ودعوة الجهات الإعلامية والإعلاميين والكُتاب المؤثرين من مختلف الدول إلى التعرف على تاريخ شينجيانغ لمعرفة تاريخها والتطورات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات الأقليات القومية والأديان وغيرها، ونقل الصورة الحقيقية لواقع الحياة الدينية والثقافية، ولعل آخرها الندوة التي عُقدت ما بين 8 أبريل إلى 16 أبريل، والتي تزامنت مع تاريخ احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك، للسماح للزوار بمشاهدة مظاهر الفرح والاحتفال، والتعرف على طبيعة الحياة الدينية واليومية، ونقل الصورة الحقيقية لواقع الحياة عكس ما تتناقله وسائل الإعلام الغربي التي ركزت على الجوانب السلبية في المقاطعة، واعتمدت على أسلوب تزييف الحقائق حتى من خلال استغلال بعض التقنيات الحديثة وتقنية الذكاء الاصطناعي التي تعطي انطباعا سلبيا عن حقيقة الأوضاع الاجتماعية. ملف الأقليات في الصين يعتقد المسؤولون الصينيون أن آلة الإعلام الغربي ضد التنمية الصينية، حيث روجت معلومات مغلوطة وغير واقعية حول اضطهاد الأقليات، خاصة القومية اليغورية، بقصد إثارة الرأي العالمي كنوع من حرب الدعاية والمعلومات، وهم يستغلون ملف الأقليات للإساءة للصين، ومحاولة كبح تسارع التنمية الصينية، لأن الصين اليوم تتصدر عالميا في مجال الاقتصاد، وتحقق تقدما صناعيا، وهذا يعتبر تهديدا كبيرا على مصالح القوى الغربية التي تأثرت صناعاتها المحلية وتعمقت مشكلاتها الاقتصادية. لذلك يجب أن نقرأ كل السرديات المقدمة في الإعلام الغربي ضمن سياق يضع المصالح الاقتصادية في عين الاعتبار.