تكاثرت علينا أسماء حالات نفسية مرضية، وهذا ليس بالأمر الجيد، أبدًا لا يعني أننا تطورنا على مستوى العالم في علم النفس لأنه أصبحت لدينا قائمة بالاضطرابات النفسية - مع حلول علاجها المقترحة - تزيد كل فترة!، حتى أصبحنا لا إراديًا مرضى نفسيين (الجميع دون استثناء)، وهنا تحدث المعضلة في قراءة وتقييم سلامة المجتمع النفسية بأسباب مغلوطة، في حين أن الحقيقة أسوأ من ذلك. بتحليل بسيط لبعض الاضطرابات تجد أن مصدرها «التربية الخاطئة». من الأمثلة اضطراب الشخصية المازوخية التي نشأت في عائلة تعتمد الإهانة لهذا الشخص، بل قد يكون مجتمع كامل مسؤولًا عن ذلك، كما في المجتمعات التي تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية، بالطبع سترى أن المازوخية دليل صلاحها لقبول سوء التربية هذا. مثال ثان اضطراب الشخصية النرجسية التي هي دليل على سوء تربية من تهميش هذا الطفل حتى أصبح شغله الشاغل التقدير، خاصة التقدير المبالغ فيه، ولن يرضى، فيتمادى على الآخر لأنه لم يتعلم حدوده مع الآخرين ولفتت الأمور معه. مثال ثالث وهو اضطراب الشخصية الاعتمادية الذي أساسه أيضًا نشأة الفرد السلوكية، وجدوه عند النساء أكثر من الرجال ليس لأن النساء لهن طبيعة قابلة لاكتساب المرض!، إنما أيضًا بسبب تربية المرأة بمنعها من الحصول على الأدوات التي تساعدها على تحمل مسؤولية نفسها، وجبرها على الاعتماد على الرجل. والرجال المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية واجهوا الأسباب نفسها، منهم من واجهها نتيجة الدلال الزائد، وآخر واجهها نتيجة السيطرة الزائدة، والأمثلة تطول. لست متخصصة، وقد أهاجم من زاوية علمية بهذا التحليل، لكن ما أريد قوله هنا هو أن الاضطرابات النفسية المنطقية علميًا هي نتيجة ظروف قاهرة مثل الصدمات والمصاعب المفاجئة دون سابق إنذار وأحدثت تحولًا جذريًا لطبيعة حياة الفرد. نعم أفهمها وتسمى اضطرابًا لأنها نتيجة حدث محدد خارج عن الإرادة وكان أكبر من التوقع أو الفهم. أما الاضطرابات نتيجة «سوء التربية» يجب ألا يتم تصنيفها كمرض؛ لأن في ذلك تطبيعًا معها وقبولها إلى حد ما. اضطرابات سوء التربية يجب التعامل معها بإعادة إصلاح التربية من متخصص، وتوضيح الخلل الذي تلقاه هذا الفرد والعمل على تصحيحها. يجب أن يعلم أن تصرفاته الحالية غير مبررة من جانب طبي علمي، يجب أن يعلم أنه شخص «متجاوز على نفسه والآخر» ويحتاج إعادة ضبط نظرته لنفسه وشخصيته ونظرته للآخر والواقع الذي يعيشه الآن. خطر هذا التطبيع أنتج للعالم مواد قانونية «تعفي المجرم من العقوبة» !!، فقط لأنه يعاني مما يصنف ك«اضطراب نفسي»!. الخلل النفسي يكون إطاره على الفرد نفسه فقط وقراراته تجاه نفسه، وأي تصرف تجاه الآخر هو دليل على عدم انضباط هذا الفرد اتجاه حدود الآخرين، حتى وإن كان الدافع لذلك هو الخلل النفسي إلا أن معرفة الحدود والالتزام بها أمر غير قابل للنقاش قانونيًا وأخلاقيًا. أخيرًا بعض الأطباء والمعالجين النفسيين يعانون من (متلازمة الأبقار)، أحدثوا علاقة غير منطقية بين الزبادي والخيار !