تكبدت قوات بشار الأسد خسائر كبيرة في الأرواح أمس حيث قتل 18 جنديا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة إدلب، وذلك عشية زيارة الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري. ووقعت معارك عنيفة أمس قرب مطار حلب ترافقت مع تطورات دامية على الطريق المؤدية إليه. وجاء المعارك بعد ليل من القصف العنيف استهدف عددا من أحياء المدينة. وقتل أربعة سوريين أرمن كانوا عائدين من يريفان برصاص مسلحين على طريق المطار وأصيب 13 شخصا على الأقل من المجموعة نفسها بجروح. وفي محافظة حماة تسبب قصف القوات النظامية بحرائق في عدد من الأبنية. وفي بلدة حلفايا في المحافظة نفسها عثر على 13 جثة أمس، اثنتان منهما لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة أول من أمس إلى 20. في غضون ذلك عقد بالجامعة العربية بالقاهرة أمس اجتماع ثلاثي حول مستجدات الوضع في سورية ومهمة الموفد الدولي الخاص. وضم الاجتماع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الأمين، والأخضر الإبراهيمي. ويأتي الاجتماع في إطار متابعة الاتصالات والمشاورات لبلورة تصور لملامح مهمة الإبراهيمي، وهو ما أكد عليه قرار المجلس الوزاري الأخير الصادر في الخامس من سبتمبر الجاري. ويصل الإبراهيمي اليوم إلى دمشق في أول زيارة له منذ تولى مهمته على أن يلتقي الأسد غدا. واستعرض الإبراهيمي خلال الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري، والتي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وعبر عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزيف الدماء والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية والمعاناة القاسية للشعب السوري، مشددا على أهمية التوصل إلى "معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لا يزداد الوضع سوء والمخاطر تصاعدا مهددة ليس فقط الداخل السوري وإنما الجوار القريب والبعيد لسورية".