شنت القوات السورية النظامية قصفاً عنيفاً على أحياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، مما أدى إلى مقتل 19 شخصاً بينهم سبعة أطفال على الأقل, وذلك غداة يوم دموي جديد قتل فيه 116 شخصا وعثر فيها أيضا على أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان: إن «تسعة شهداء سقطوا بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بينهم سبعة أطفال جراء القصف على أحياء المرجة وهنانو وبعيدين، كما وردت أنباء عن استشهاد عشرة مواطنين جراء القصف على حي بستان الباشا بمدينة حلب». وأضاف أن القصف أدى أيضا إلى «سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة». وفي دير الزور أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح أمس الأربعاء داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من المطار». وأضاف أنه في دير الزور أيضا «دارت اشتباكات في محيط مفرزة الأمن العسكري وحاجز الجسر وأسفرت الاشتباكات بحسب المعلومات الأولية عن استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وفي ريف دمشق «تتعرض بلدة يلدا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستهدف أيضا مناطق مجاورة للبلدة». كما «تعرضت عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طال أيضا حي التضامن (في قلب دمشق) الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة». وعلى الصعيد السياسي, ندد الوسيط الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا الأخضر الإبراهيمي مساء الثلاثاء بسقوط عدد «هائل» من الضحايا طالبا «دعم الأسرة الدولية» لمهمته التي بدأت لتوها. وقال إمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «حصيلة الخسائر البشرية (في سوريا) هائلة والدمار وصل إلى نسب كارثية وآلالام كبيرة جدا». وإذ حذر من أن الوضع «لم يكف عن التدهور»، شدد الإبراهيمي على أن «دعم الأسرة الدولية أمر لا بد منه وملح جدا» شرط أن «تصب كل الجهود في الاتجاه نفسه». وأكد الإبراهيمي أن «مستقبل سوريا سيحدده شعبها وليس أي أحد آخر». من جهته, اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه أصبح «دولة إرهابية». وقال أردوغان في اجتماع عام لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أن «النظام السوري أصبح دولة إرهابية»، مؤكدا أن تركيا لا يمكنها أن تسمح لنفسها «بعدم الاكتراث» بالنزاع الذي يمزق جارتها. بدوره, أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أمس الأربعاء أنها تدعم «انتقالا سياسيا» في سوريا وأنها «ليست منحازة لأي فرد أو طرف»، وذلك في معرض دفاعها عن مواقفها خلال زيارة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وعبرت كلينتون خلال لقائها أبرز القيادات الصينية في بكين عن «خيبة أملها» من استخدام الصين وروسيا حق النقض لمنع صدور قرارات عن مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري.