أطلق عدد من المختصين جملة من التحذيرات والنصائح لأولئك الذين يمارسون كل أنواع الرياضات بما فيها المشي وركوب الدراجة وغيرها، وذلك بالتزامن مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، والتي لامست واستقرت عند 50 درجة مئوية في عدد من المناطق. ونبه هؤلاء إلى ضرورة الحرص على اختيار الوقت المناسب لممارسة الرياضة وهو وقت قد يكون مغايرًا لبقية المواسم، وذلك لتجنب التعرض لعدد من الإصابات مثل سرطان الجلد، وضربة الشمس، والإجهاد الحراري، وظهور التجاعيد، والشيخوخة. تغيير النظام طالب أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة، رئيس مجلس إدارة جمعية وعي لصحة المجتمع الدكتور محمود عبدالرحمن محمود بالحرص على الاستمرار في ممارسة الرياضة في موسم الصيف بشكلٍ منتظم ومعتدل، بما يتوافق مع الظروف الجوية الحارة، وتجنب المجهود الزائد في الأوقات الحارة والرطبة من اليوم، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة والمصنوعة من الأقمشة الناعمة مثل القطنيات التي تسمح بتهوية الجسم، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة والثقيلة التي تمنع تهوية الجسم. تقسيم الوجبات لفتت أخصائية التغذية العلاجية والرياضية ريده الحبيب إلى أهمية تنسيق وتقسيم الوجبات مع أوقات التمارين خلال اليوم، خصوصًا مع احتياجه لعناية فائقة فيما يخص السوائل تحديدًا، مع أهمية التدريب المتدرّج للتكيّف على التمارين في فصل الصيف، وهو تدريب قد يستمر نحو أسبوعين لتحقيق التكيف المطلوب، بحيث يتم زيادة الوقت وجهد التمرين بشكل تدريجي من خفيف إلى أكثر شدّة. تجنب الذروة نصحت الأخصائية ريدة الحبيب بعدم ممارسة الرياضة خلال فترة النهار ووقت ذروة أشعة الشمس، وكذلك أوقات الرياح الشديدة والحارة والغبار، مؤكدة أن هذه العوامل تؤثر سلبًا على الدورة الدموية وصحة القلب، وذلك بسبب انخفاض معدل سوائل الجسم ما قد يؤدي إلى الجفاف والصداع الشديد والإعياء وقلة الطاقة، وقد يصل الأمر إلى الإغماء أو التعرّض لضربات الشمس الخطيرة. أوقات ملائمة أجمع الدكتور محمود والأخصائية الحبيب على أن الأوقات التي ينصح فيها بممارسة الرياضة خلال الصيف هي قبل ارتفاع الشمس وشدتها أو قبيل الغروب وما بعده، بحيثُ تكون الحرارة أقل والهواء منعش أكثر، ونصحا بممارسة الرياضة في المناطق المظللة التي توفر تهوية جيدة للجسم، شرط عدم وجود رياح حارة شديدة أو غبار. زمن التريض حصر الدكتور محمود ممارسة الرياضة في الصيف بحيث تتراوح بين 30 و60 دقيقة لفئة المراهقين والشباب، على أن تكون بانتظام على الأقل 5 أيام في الأسبوع، وعلى المبتدئين التدرج بحسب التحمل لحين الوصول للمدة المطلوبة لتجنب الشد العضلي والإصابات. وعلى مستوى كبار السن، بيّن أن «الحاجة للنشاط البدني تختلف حسب الوزن والحالة الصحية، وبشكلٍ عام يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 إلى 60 دقيقة في اليوم، خاصةً المشي الرياضي الذي يتم معه سماع دقات القلب لتحصل الفائدة، وعلى كبار السن خاصةً من لديهم أمراض مزمنة استشارة الطبيب؛ لتجنب الأوقات التي تتعارض مع حالتهم الصحية، ويعد المشي بجرعات مناسبة لحالة كل مسن من الرياضات الآمنة والمفيدة». كميات المياه ركزت الأخصائية ريدة الحبيب على حاجة الجسم للاهتمام بكمية المياه التي يتم شربها، والتي تُحتسب للشخص بضرب الرقم 35 في وزن الشخص وناتج العملية يقسم على 240 ملم (حجم الكوب المعياري) ليعطي عدد الأكواب من الماء الواجب تناولها في حال الراحة في مكان ذي درجة حرارة طبيعية، ومن المؤكد أن تزيد هذه الكمية أضعافًا اعتمادًا على درجة الحرارة والجهد ومقدار المفقود من سوائل الجسم. اختلاف مستوى وضح الدكتور محمود أن هناك اختلافات في مستوى التحمل بين الرجل والمرأة للحرارة وأشعة الشمس، موضحًا «يعتمد ذلك على الوزن والحالة الصحية والعوامل الأخرى، وبشكلٍ عام، ينصح باتباع نفس الإرشادات للرجال والنساء فيما يتعلق بممارسة الرياضة في الأوقات الحارة وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة». مشروبات خاصة إضافة للحرص على شرب المياه بكميات كافية نصح الدكتور محمود والأخصائية الحبيب بمشروبات رياضية تحتوي على الأملاح والمعادن بنسب معينة؛ وذلك لتعويض السوائل والعناصر الغذائية التي يفقدها الجسم خلال التمرين، خاصةً في الرياضات المبنية على جهد بدني وتعرق أكبر، بغية استعادة التوازن وتعويض المفقود من الماء والأملاح عن طريق التعرق، وتجنب المشروبات الغازية والكحولية والمرطبات الأخرى التي تزيد من فقدان السوائل في الجسم. مراقبة الطبيب نصحت الأخصائية الحبيب بعدم ممارسة أي تمرين رياضي خلال الصيف دون موافقة الطبيب المعالج، وطالبت بتنظيم تناول الأدوية مع أوقات الوجبات، والحرص على تناول السوائل قبل وأثناء وبعد التمرين، وقالت «من الضروري كذلك فحص السكر والضغط قبل وبعد التمرين، والتوقف عن التمرين في حال الإعياء وأخذ قسط من الراحة وتجنب ممارسة التمارين في وقت الشمس والحرارة العالية». أما الدكتور محمود فشدد على أهمية ممارسة الرياضة لمرضى السُكري والضغط بشكلٍ معتدل ومنتظم، وتجنب النشاط البدني الشديد في فترات الظهيرة الحارة من اليوم، وتناول الأدوية الموصوفة بشكل منتظم وفقًا لتعليمات الطبيب، وتجنب تغيير الجرعة أو الوقت المحدد لتناول الدواء، وشرب الماء بكميات كافية قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة، وتجنب تناول المشروبات الغازية والمرطبات الأخرى التي قد تزيد من فقدان السوائل في الجسم.