في الوقت الذي وجدت فيه المبادرات التطوعية كثيرا من الإشادات والتقدير، على الأخص فيما يتعلق بمبادرات الإنقاذ من السيول والأودية وإنقاذ العالقين في الصحارى وغيرها، تساءل كثيرون عمن يعوّض المتطوع عن الأضرار التي قد تلحق بسيارته خلال عمليات الإنقاذ التي يباشرها؟. وفي وقت يرى كثيرون أن مدار التطوع يتمثل في مبادرة الشخص للتطوع بجهده وكذلك بتحمله الأضرار التي قد تنجم عن رغبته في التطوه ومد يد العون للآخرين، رأى قادة لجمعيات تطوعية أنه إذا توفرت جمعياتهم على دعم مالي فإنها قد تبادر أحيانا إلى المساهمة في إصلاح السيارات التي تتعطل خلال قيامها بمهام التطوع، وأنه عمليا كثيرا ما يكون هذا الإصلاح عبر ما يمكن تسميته ب«المعاونة» أي المساعدة المالية التطوعية فيما بين أعضاء الجمعية. دون مقابل يقول المهتم بتمكين التطوع عبدالله الفيفي إن «العمل التطوعي مجهود قائم على مهارة أو خبرة معيّنة، يُبذَل عن رغبة واختيار، دون فرض أو إلزام، ودون مقابل مالي لخدمة المجتمع». ويضيف «التطوع غريزة في نفوس البشر يترجم بالعطاء، ولكن هذه الرغبة الغريزية قد يحاول البعض استغلالها بقصد الحصول على أجر أو منافع، فيما الأصل أن يكون العمل التطوعي سواء بَذْلاً مادياً أم عينياً أم بدنياً أم فكرياً، احتساباً وابتغاءً لمرضاة الله تعالى، واستشعاراً بالمسؤولية الاجتماعية». ويتابع «يجب أن تكون هناك قوانين ولوائح من قبل الجهات المختصة مثل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية باعتبارها المشرفة على جمعيات التطوع، بحيث يتم الإيضاح للمتطوع ما هي الضمانات والتعويضات التي يمكنه الحصول عليها إذا شارك في مهمته التطوعية بسيارته الشخصية، ويحق له بموجبها أن يطالب بتعويض أو إصلاح التلفيات التي حدثت أثناء التطوع». إنقاذ النفس أوضح مشرف جمعية إنجاد للبحث والإنقاذ في نجران فهد مقراض آل ضويعن أن «الهدف من الالتحاق بالجمعيات التطوعية هو خدمة الوطن والبحث عن الأجر والثواب من رب العالمين وإنقاذ النفس ومساعدة من يحتاج خدمة من أعضاء فريق الجمعية». وأضاف «في حال وجود ضرر لدى أي من أعضاء الجمعية يتم التحقق من خلال النظام التقني للفريق آلياً وبشريا منذ لحظة تحركه من خلال المتابعة المباشرة للعضو حتى وصوله إلى الموقع، وفي حال توقفه أو تأخره عن وصول الموقع يتم التواصل معه عن طريق فريق التنسيق ويتم التأكد من سلامته، وعند حصول ضرر في سيارته (حادث أو عطل) لا سمح الله نتيجة مباشرته أحد المواقع، فإن لدينا بندا تطوعيا من إدارة الجمعية في حال توفر مبلغ مالي من المتبرعين للجمعية، يمكن أن تتم تغطية أعطال السيارات خلال عملها التطوعي من خلاله، وإذا لم يتوفر الدعم المالي يتم إيقاف البند التطوعي والاعتذار من أعضاء الجمعية، بحيث يكون إصلاح سيارة العضو عن طريق المعاونة أو المساعدة فيما بين الأعضاء أو من الإدارة، وتكون المساعدة حسب نشاط العضو وفعاليته داخل الجمعية، ويتم التأكد من وجود أضرار السيارة من خلال التصوير والمتابعة». وعن تأمين السيارة التي يتم استخدامها في العمل التطوعي، قال «تأمين سيارة العضو التي يستخدمها في عمله التطوعي يعود إلى العضو نفسه، فهو المسؤول عن تأمينها». لا يوجد تعويض من جانبه، قال المدير العام لجمعية ليث للإنقاذ والإغاثة ناصر آل مهري «في حال تعرضت سيارة المتطوع إلى عطل خلال قيامه بعمله التطوعي يتم التأكد من الضرر عن طريق تصوير السيارة إذا تطلب الأمر ذلك أو رفع تقرير بالأمر من قائد الميدان، ولا يوجد تعويض للمتطوع لأنه ليس هناك ما يلزم الفريق أو الجمعية بالتعويض، وفي حال كانت سيارة عضو الجمعية غير مؤمنة فيتم إصلاحها عن طريق حساب المتطوع أو مساعدته من بقية زملائه بالمعاونة». وأضاف «أتمنى تعاون الجهات الحكومية مع المتطوعين وتسهيل مهامهم، كما نطالب بدعم الفرق أو الجمعيات بأدوات إنقاذ، وبمعدات تخفف أضرار السيارات التي تستخدم في العمل التطوعي».