رغم التطمينات التي بثها مديرعام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم صالح الحميدي، في لقاء متلفز بداية الأسبوع الجاري، أشار فيها إلى اقتراب حل قضية خريجات الكليات المتوسطة، والممتدة منذ 20 عاما، إلا أن ذلك لم يشفع في إخماد أصوات الخريجات المتضررات. ورغم معاناة هذه السنين الطويلة، إلا أن 9000 خريجة هن مجموع خريجات هذه الدفعات لم ييأسن من البحث عن حل لقضيتهن، والمطالبة بحقهن في التعيين، حيث طرقن جميع الأبواب، لإنهاء المعاناة الإنسانيّة للكثير منهن، خاصة وأن من بينهن من يَعُلْن أسرهن وأطفالهن، وينتظرن الوظائف للقيام بمسؤولياتهن تجاههم، وفيما كانت "الوطن" تنتظر من الخريجات ردودا إيجابية على التطمينات التي وردت على لسان الحميدي حول قرب انتهاء معاناتهن، إلا أن حالة اليأس والإحباط كانت بادية على تعليقاتهن، فالسنوات الطويلة التي قضينها دون تعيين سمعن خلالها عشرات الوعود، دون تنفيذ. الخريجة فوزية علي عقيلي قالت ل"الوطن" إنها وزميلاتها خريجات كلية التربية المتوسطة يحملن شهادة الدبلوم، وتخرجن من كليات تعليمية معتمدة، لكنهن يقبعن في بيوتهن طوال 20 عاما مضت دون وظيفة، متمنيّة أن يستجيب أحد لأصواتهن، بعد أن تم رفض توظيفهن واستبعد مؤهلهن من المفاضلة في برنامج التوظيف "جدارة" وبالتالي حرمن من الوظائف التعليمية والإدارية. وقالت الخريجة نوال الشهري، إن الكلية المتوسطة مؤسسة تعليمية استُحدثت منذ أكثر من 20 عاما ويدرّس فيها عدد من التخصصات المُهمّة والمختلفة لمُدة سنتين، لتُخرّج بعد ذلك مُعلمات تربويات مؤهلات تماماً لتدريس المرحلة الابتدائية بمُختلف مناهجها، مشيرة إلى أن من حالفها الحظ تعينت على مدى سنوات من تعيين الدفعات، فأصبحن معلمات ومديرات وموجهات وإداريات يُساهمن في دفع عجلة التطور للوطن، فيما بقي نحو 9 آلاف خريجة حسب إحصائية وزارة الخدمة المدنية قابعات في نفق البطالة، ومن بينهن من جاوزت العشرين عاما منذ تخرجها، والباقيات يتأرجحن بين ال15 وال18 عاماً دون تعيين، مشيرة إلى أن الخريجات يتقدمن سنويا للوظائف التعليمية، ويسافرن من مدينة لأخرى للتقديم في مكاتب الإشراف، تلاها التقديم عن طريق موقع وزارة الخدمة المدنية وبرنامج "جدارة"، ولكن دون جدوى. وأضافت، أنهن استطعن الحصول على توصية من مجلس الشورى العام الماضي بتوظيفهن، وإيجاد الحل السريع لإنهاء مُعاناتهن إلا أنهن لا يعلمن أين ذهبت تلك التوصية، ولماذا لم يتخذ فيها إجراء منذ اعتمادها؟ مضيفة أنهن أرسلن مئات البرقيات للمناشدة بإعطائهن حقوقهن، متسائلة: إذا كان دبلوم الكلية المتوسطة غير مؤهل للتدريس، فلماذا فتحت هذه الكُلية ودُرسن الطالبات فيها لمُدة عامين؟ ولماذا يُستعان بهن أوقات الأزمات لشغر مكان البدائل والتعاقد الموقت ويستبعدن من التعيين الرسمي؟ مطالبة الجهات المعنيّة إعطاءهن حقهن بالتوظيف، ووضع حد لهذه المعاناة التي امتدت على مدى عقدين من الزمن. وقال عدد من الخريجات ومنهن نادية الجهني، إنهن استبعدن من "جدارة" ولم يقبلوا بهن لا معلمات ولا إداريات.