لم يجد الباحث في الفكر العربي رائد السمهوري، مقارنة يمكن أن يعبر من خلالها عن نظرته حول التشابه والاختلاف في الفكر الإنساني، إلا الربط بين تشوهات الفكر الإنساني "فيما يتعلق بالتعصب والعنصرية" عند الزعيم النازي أدولف هتلر، والسماحة والشمول بالجنس البشري عند العالم المسلم ابن تيمية، ليخلص من هذه المقاربة بإيضاح التباين الكبير بين فكر الإنسان وهويته. وشدد السمهوري خلال ورقته التي قدمها أول من أمس ب"أدبي القصيم" ضمن فعاليات جماعة فكر، وتحت عنوان "التشابه والاختلاف في الفكر الإنساني.. علم الكلام أنموذجاً" على أن الحلول لواقع التشتت والتشرذم تكمن في تبني خطاب بديل للخطاب الطائفي، يقوم على الانفتاح والقبول، والوحدة بالجمع لا التفريق. وذهب السمهوري إلى أن الخلاف بين الطوائف لا يلغي نقاط التشابه الكثيرة بينها، والتي تجعلهم جميعًا منتمين إلى جنس واحد، مما يجعلنا نتناصر في القضايا المشتركة، مع احترام مبدأ الخلاف ضمن مبادئ التعايش السلمي والمواطنة والقانون. ولفت السمهوري، إلى أن تراث الطوائف المختلفة هو تراث الأمة الذي يجب أن يصان ويحفظ ويعتنى به نقدًا ومراجعة وقراءة وإفادة كما فعل الغزالي وابن تيمية، مؤكدا "أن هذا التراث هو تاريخ الأمة وذاكرتها وهويتها، ولا ينبغي أن يهمل من أجل تعصب ديني يغلو في الاختلاف، ولا يرعى التشابه". وسجل السمهوري، في نهاية ورقته أمنياته وآماله في هذه المرحلة التي تمر بها الشعوب العربية بأن يلتفت إلى مواطن التشابه بين الفرقاء، وأن تؤلف في هذا مؤلفات من وجهات نظر متعددة، توازي ما كتب في مواطن الفرقة والخلاف عبر القرون، وأن يقطع كل سبيل يؤدي إلى الاحتراب والاقتتال.