عاش محبو رياضة كرة القدم في العالم أول من أمس أجواء حماسية ومتعة كروية، إثر اللقاء الذي جمع فريقي ريال مدريد وبرشلونة في نهائي بطولة كأس السوبر الإسباني، الذي انتهى بفوز النادي الملكي بهدفين مقابل هدف واحد، وفي المقابل عاش أصحاب المقاهي لحظات أكثر سعادة بالإقبال الكبير من الشباب عليهم والطلبات التي لم تتوقف طيلة فترة المباراة مما ضاعف من أرباحهم عدة مرات خلال تلك المدة الزمنية القصيرة. وشهدت المقاهي في تبوك زحاماً شديداً لمشاهدة المباراة ومعرفة هوية البطل، كما تزينت سيارات الشباب بشعارات الفريقين منذ ساعات الصباح الأولى، الأمر الذي يُشعر المتابع منذ الوهلة الأولى بأنه في وسط العاصمة الإسبانية، بسبب حمى التعصب والتشجيع بين الشباب قبل وأثناء المباراة. "الوطن" التقت أحد هؤلاء المشجعين - فضل عدم ذكر اسمه - حيث قال "مباريات الكلاسيكو الإسباني دائماً ما تجذبنا لما فيها من مهارات فنية ومستوى كروي عال، عطفاً على الأسماء الكبيرة التي تتواجد في الملعب"، وأضاف الشاب "مشاهدة الكلاسيكو في المقاهي مع الأصدقاء لها متعة خاصة، حيث نتابع المباراة وكأننا في الملعب وسط تفاعل وصيحات من الجميع". من جانبه أوضح طلال الخيبري أنه حجز غرفة له ولزملائه في أحد المقاهي قبل يومين من موعد المباراة، لمعرفته مسبقاً بالزحام الشديد الذي يصاحب مثل هذه المباريات. وقال "الدوري السعودي لم يعد يجذب الشباب السعودي وقل مستواه الفني منذ سنوات، الأمر الذي جعل الأجيال الجديدة تتجه للدوريات العالمية وخاصة للإسباني، ولعل فوز المنتخب الإسباني بكأس العالم وبطولة أمم أوروبا الأخيرتين، يؤكد على ارتفاع مستواه الفني". فيما حذر سلطان البلوي من مغبة "التعصب الرياضي" والانجراف خلف بعض التصرفات غير الحضارية كالتفحيط والسب والشتم، مؤكداً أن الرياضة "ثقافة ووعي"، وأشار إلى تلك اللافتة التي رفعتها بعض الجماهير الإماراتية في إحدى المباريات، حيث كتب عليها "لا نسب ولا نشتم .. نحن أمة محمد" وعلق البلوي قائلا "لعل هذه العبارة تختصر الكثير من العبارات". من جهته أشار مصطفى "أحد العاملين في هذه المقاهي" إلى أن مثل هذه المناسبات تعتبر مصدر دخل كبير لهم، لافتاً إلى أنهم يستعدون لها منذ وقت مبكر، حيث تتم صيانة الشاشات التلفزيونية والتأكد من سريان اشتراكات القنوات الرياضية، كيلا يقعوا في إحراج مع زبائنهم ومن ثم يفقدون "فرصة ذهبية"، وزاد "كذلك نهتم بتأمين المشروبات الساخنة والباردة والحلويات، ونحاول إضافة الجديد منها لكسب رضا الشباب".