أسهمت المقاهي والاستراحات والكافيهات في عزوف كثير من الشباب عن حضور مباريات كرة القدم في الملاعب، فكان عاملا مباشرا في قلة الحضور للملاعب والذي يعتبر إحدى وسائل الدخل للأندية الرياضية. وقد برر عدد من الشباب هذا العزوف وتفضيل حضور المباريات في المقاهي والاستراحات لمايجدونه من راحة كبيرة فيها إضافة لصغر استاعبية ملعب جدة الذي لايزيد عدد كراسيه عن 18 ألف كرسي. وأشاروا إلى أن سخونة الأجواء في الملاعب وكثرة السب والشتائم الموجودة في المدرجات قد تكون أحد الأسباب التي تجعلهم يفضلون المقاهي والكفيهات على الملاعب، وطالبوا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بزيادة الاهتمام بشكل أكبر بتجهيز الملاعب بمقاعد مريحة وترتيب الدخول، وعمل مسابقات وسحوبات حتى تكون من الوسائل الجذابة للشباب. بداية، تحدث الشاب علي السالمي قائلا «لا أجد ما يجذبني لحضور المباريات في الملاعب، فالمقاعد مهترئة والأبواب قلية والزحام كثير خصوصا في المباريات المهمة التي تحتاج حضورا مبكرا في عز الظهيرة وهو مايسبب لنا التعب والإرهاق الكبير». وأضاف «لو توفرت لنا ملاعب كبيرة بكراسي مريحة، وكان الدخول مريحا ومنظما وأوقات إقامة المباريات مناسبا بعيدا عن الأجواء الحارة لكان الحضور أكبر»،لافتا إلى أن الشباب يجد في المقاهي والاستراحات الأجواء التي يريد، مما يجعله يعزف عن الذهاب، وتكبد العناء والمشقة. غير مريح ويؤيد رأيه الشاب بلال فروخ مشيرا إلى أن الوضع في الملاعب ليس مريحا للشاب في ظل وفرة الفضائيات التي تنقل المباراة بشكل كامل بدءا من التحليل قبل المباراة مرورا بلقاءات اللاعبين والإداريين وانتهاء بعرض اللقطات أكثر من مرة واختيار المعلق الذي يريد، مشددا على أن كثرة الخيارات تعتبر عاملا مهما في عزوف الشباب عن الذهاب للملاعب، وجعل المقاهي والاستراحات الخيار الأفضل لهم . ويرى الشاب فارس العتيبي أن شيوع السب والشتم والقذف والألفاظ الجارحة تجعل رغبة كثير من الشباب وحتى بعض الآباء الذين يحرصون على اصطحاب أبنائهم للملاعب أمرا مستبعدا فيلجأون للذهاب للمقاهي أو الاستراحات رغبة في التغيير ومشاهدة المباراة بشكل هادئ بعيدا عن صخب الملاعب وعبارات المشجعين المشينة، مبينا أنه يجب معاقبة مطلقي العبارات المشينة التي تتضمن سبا وشتما وقذفا بحق اللاعبين أو الحكام أو المدربين والإداريين، مؤكدا أن وجود عقوبات رادعة تجعل أجواء الملاعب أكثر رقيا، واستشهد العتيبي بحديث سابق لعضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع شدد في تصريحه في عكاظ على «حرمة العنف اللفظي المنتشر في الوسط الرياضي بشكل عام، مؤكدا على أن السب والشتم والقذف والتعصب يؤدي إلى الشقاق ويدخل في دائرة التحريم» قال تعالى «إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء»، مشيرا إلى أن هذه التصرفات نتاج وساوس شيطانية بهدف الفرقة والشقاق بين أبناء المجتمع. واعتبر المنيع انتشار مثل هذه الأمور مؤشرا خطيرا يدل على انحدار القيم والأخلاق وتحول الرياضة من التنافس الشريف إلى التعصب الأعمى ، وشدد على أن استمرار مثل هذه الظواهر في الوسط الرياضي يجعل الحضور للمباريات أمرا مكروها، وقد يصل ليصبح الذهاب إلى الملاعب أمرا محرما نظرا لما يحدث من ممارسات سلبية من سب وشتم وقذف وحركات لا أخلاقية في بعض الأحيان». حملات توعوية وعاد العتيبي ليؤكد ضرورة عمل حملات توعوية للجمهور الرياضي حتى تكون المدرجات الرياضية أكثر جاذبية من جميع الجوانب الممكنة. ويخالف الشاب بخيت الزهراني آراء سابقيه حيث يرى أن الأجواء الحماسية تشجع الجمهور على الحضور، مبينا أن مثل هذه الأجواء لا يمكن أن تتوفر في المقاهي والاسترحات والكافيهات، وأشار محمد جبير إلى أن حضور المباريات في الملعب يعد فرصة ذهبية للقاء اللاعبين والسلام عليهم بعد المباراة والتقاط الصور الجماهيرية، بينما يجد مشعل الشيباني متعة كرة القدم في مشاهدة المباريات في المدرجات وليس في الكافيهات والاستراحات. ويشاركه الرأي أيمن حيدري الذي أكد أن مشاهدة مباريات كرة القدم في الملعب لها طعمها الخاص من حيث الحماس والالتقاء في التشجيع وقوة التنافس بين جماهير الفريقين. وبعد كل تلك الآراء يبقى السؤال مطروحا أي الفريقين سيغلب ويطغى على الآخر مؤيدو المقاهي بأريحيتها أم مؤيدو الملاعب بصخبها الممتع؟.