عاش متابعو الكرة السعودية في لبنان الأجواء الاحتفالية فور تسجيل قائد الاتحاد محمد نور، ركلة الترجيح الحاسمة في المباراة النهائية بين فريقي الهلال والاتحاد والتي استحوذت على اهتمام السعوديين المتواجدين في بيروت، خاصة وأن توقيت «الليلة الكروية» جاء مناسبا للتفرغ بمشاهدتها أثناء عطلة نهاية الأسبوع والتمكن من الخروج إلى المقاهي لمشاهدة المباراة عبر شاشات التلفاز الكبيرة. وعلى الرغم من مشاركة مشجعي الهلال الفرحة الاتحادية إلا أن صدمتهم بالخسارة كانت مسيطرة على الأجواء عند انتهاء المباراة. «عكاظ» اكتشفت خلال جولتها في مقاهي مدينة بيروت الرئيسية التي غلب على روادها اللونان الأزرق والأصفر أن المباراة كانت محط اهتمام اللبنانيين أيضا والذين اكدوا أن المباريات السعودية تحظى باهتمام إعلامي وجماهيري ليس فقط على الصعيد المحلي بل الخارجي أيضا بالإضافة إلى أن هذه المباراة لها طابع خاص. التهيئة النفسية الشاب سعود الشمري أكد بأنه من حق الجماهير الرياضية خارج المملكة متابعة المباراة والتشجيع مبينا بأن التزاماته الدراسية منعته من السفر إلى مدينة جدة والمشاركة بالاحتفالات في نادي الاتحاد. ثم قال «حضور خادم الحرمين الشريفين المباراة وتتويجه للبطل بالإضافة إلى تكافؤ الفريقين من الناحية الفنية هو ما أضاف الأهمية والإثارة والتشويق للمشاهدين لصعوبة التكهن بالنتيجة النهائية». ووصف بأن «التهيئة النفسية وأعصاب اللاعبين» هي العامل المتحكم في مجريات المباراة التي حملت أخطاء تحكيمية إضافة إلى أن الفريقين متعادلان من حيث الخبرة والكفاءة إلا أن غياب بعض الأسماء في صفوف الهلال أدت إلى تراجع ملحوظ في الأداء. وختم: أنا اتحادي لكن الرياضة تنافس قبل أن تكون تشجيعا متمنيا بأن تكون المباراة قد عكست تطور الكرة السعودية لأن العالم أصبح متابعا للقاءات الرياضية الكروية عبر القنوات التلفزيونية. تكافؤ نسبي وذكر المتابع حامد الهبري بأن مباراة الكلاسيكو الكبير بين الزعيم الهلالي والعميد الاتحادي كانت حديث جميع السعوديين في بيروت في الفترة الأخيرة وجاء اليوم المنتظر لمعرفة النتيجة النهائية وتتويج البطل. ولم يستغرب من جهته وصول الفريقين إلى «ضربات الترجيح» نتيجة لوجود تكافؤ نسبي في قدرات الفريقين. وواصل حديثه قائلا إن لقاء الإثارة والتحدي الكبير الذي جمع الهلال والاتحاد وجها لوجه أمام كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في النهائي هو ختام لموسم كروي وصفه ب«الساخن» حيث كان مليئا بالتقلبات والأحداث داخل الملعب وخارجه. وعلى الرغم من ميول حامد الاتحادية وتشجيعه للفريق الأصفر إلا أنه يرى أن اللعب بمستوى لائق وحضور الأخلاق والروح الرياضية بين الفريقين هي أكثر اهمية من النتيجة النهائية خاصة في مباراة يشاهدها خادم الحرمين الشريفين. وتمنى أن يتواجد في مثل هذا اليوم التاريخي في مدينة جدة وتحديدا في شارع الصحافة بمقر نادي الاتحاد لمشاركة الجماهير الاتحادية الهتافات والاحتفالات الجماعية. متابعة عبر الشبكة العنكبوتية أما أم سلطان مشجعة فريق الهلال والتي فضلت مشاهدتها كبث مباشر عن طريق الإنترنت في المنزل تجنبا للازدحام في المقهى من الرواد أثناء عرض المباراة، فتوضح بأنها اعتادت مع صديقاتها على مشاهدة المباريات، ومن ثم تحليل مجريات اللعب بعد انتهاء المباراة والتي تصفها ب«الكلاسيكو المثير بين الزعيم والعميد». وتضيف أن الدقائق الأخيرة في المباراة حبست الأنفاس في انتظار نتيجة النهائي الكبير إلا أن ركلات الترجيح كان لها الكلمة الحاسمة. وأوضحت أن أداء الفريق الهلالي كان الأسوأ مقارنة بمبارياته السابقة التي خاضها إضافة إلى أن قائد الفريق اللاعب ياسر القحطاني لم يظهر بمستواه المعهود. وتؤكد أن حضور خادم الحرمين الشريفين هو «فرحة» لجميع متابعي الكرة السعودية. لقاء عمالقة أما المشجعة الاتحادية ريم والتي ترى بأن اللقاء هو أشبه بلقاء العمالقة كون الفريق الأصفر يحاول أن يلملم جروحه وعدم رضوخ الفريق الأزرق للخسارة ومواصلة سلسة انتصاراته الأخيرة، قائلة «توقعت أن تكون المباراة متكافئة مع أفضلية لفوز الاتحاد لإرضاء جمهوره واسترداد لوضعه المغيب عن البطولات». واكدت أن اللاعب محمد نور هو همزة وصل بين اللاعبين ووصفته ب «الجريء» بالرغم من الفرص التي أهدرت وكانت أهدافا شبه محققة خاصة ضربة الجزاء في الثواني الأخيرة للشوط الإضافي. ثم تهتف بحماس قائلة: «لقب طال انتظاره». أما المشجع الهلالي محمد الحجار والذي قام بارتداء الزي الهلالي أصيب بخيبة أمل للنتيجة التي وصفها ب«غير المتوقعة». أهم البطولات واعتبر الشاب العماني حمود الخدجي والذي قام بالحجز في أحد المقاهي بأن البطولة السعودية هي من أهم البطولات الخليجية وتستحوذ اهتمام ومتابعة من الرياضيين في سلطنة عمان. و كشف ل«عكاظ» عن اسفه لغياب اللاعب العماني أحمد حديد ومشاركة فريقه في المباراة النهائية بسبب الإصابة لافتا إلى رفع بعض المشجعين في استاد الملك فهد لوحات تطالبه بالعودة وعدم الرحيل كونه ساهم في وصول الفريق إلى النهائيات. «اتجهت الأنظار إلى حراس مرمى الفريقين مبروك زايد وحسن العتيبي والتي تلاعبت ركلات الترجيح في أعصاب الجمهور والمشاهدين لترجح كفة الاتحاد بعد حالة من الترقب والصمت سادت في المقهى» كما قال المتابع خالد العمري مشيرا إلى أن اللقب هو تعويض للجماهير الاتحادية. ثم استطرد منوها إلى أن خسارة فريق الهلال ليست بالكبيرة حيث أنه حاصل على ألقاب في بقية البطولات. بينما اختلفت الآراء حول مشاركة اللاعب سلمان الفرج والتي كانت خبرته غير كافية في مبارة بتلك الأهمية إلا أن هناك من رأى بان «الفرج» هو الاختيار الوحيد ليسد تغيب بعض الأسماء نتيجة لظروفهم المختلفة.