تزايدت التكهنات في واشنطن، حول احتمال اختيار السيناتور جون كيري لشغل منصب وزير الخارجية في الإدارة الثانية لأوباما، إذا ما أعيد انتخابه. وعلى الرغم من أن فرصة الرئيس الديموقراطي في الحفاظ على تقدمه في مضمار السباق الرئاسي تتراجع بمرور الوقت، فإن تركيز الإدارة على تجاوز الطامحة الأولى لشغل موقع وزيرة الخارجية أي سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سوازن رايس، يهدف إلى إرسال رسالة مفتوحة إلى العاملين بوزارة الخارجية، وبما يسمى مؤسسات الأمن القومي للولايات المتحدة، أن يبقوا على تأييدهم للرئيس الديموقراطي، وذلك لما يتمتع به كيري من وزن في هذا المعسكر. وكانت رايس قد اتهمت من قبل موسكو، أنها مارست نوعا من الخداع لتمرير قرار التدخل العسكري في ليبيا، وهو القرار الذي أتاح تدخل حلف شمال الأطلسي لمساعدة الثوار الليبيين. وأنكرت السفيرة هذا الاتهام بصورة متكررة، إلا أن قدرتها على ممارسة دورها في مجلس الأمن تأثرت سلبا بعد تلك الواقعة، التي لم تجر الإدارة تحقيقا مستقلا بشأنها. إضافة إلى محاولات البيت الأبيض طمأنة السلك الديبلوماسي والمهتمين بقضايا السياسة الخارجية، فإن وزير الدفاع ليون بانيتا، عقد اجتماعا في نهاية الأسبوع الماضي مع عدد من القيادات العسكرية بشأن الموقف في سورية. ولم ترشح أية تفصيلات عما دار في الاجتماع، بيد أن بعض العسكريين الأميركيين المتقاعدين يقولون: إن موقف القيادات العسكرية هو التمسك بما يسمى "عقيدة باول" أو ما عرضه رئيس الأركان الأسبق الجنرال كولن باول، عن ضرورة وجود دعم شعبي ملموس لأي قرار بالقيام بعمليات عسكرية خارج أراضي البلاد. وكانت استطلاعات الرأي العام قد أوضحت أن أغلبية كبيرة من الأميركيين ترفض التدخل العسكري في سورية بدون قرار من مجلس الأمن. وأعقب ذلك الاجتماع إعلان المعسكر الانتخابي للمرشح الجمهوري ميت رومني، أن الأخير لم يعلن تأييده أبدا لفرض منطقة حظر طيران فوق مناطق من سورية. وقال المستشار الأول لشؤون السياسة الخارجية في طاقم المرشح الجمهوري ريتش ويليامسون "نحن لم نقل إن على الولاياتالمتحدة فرض منطقة لحظر الطيران بدون قرار من مجلس الأمن، ما نقوله هو أن الرئيس أوباما أهدر وقتا ثمينا في التردد، ما إذا كان علينا أن ندعم المعارضة بالسلاح وبغير السلاح". وقال ويليامسون "لو كان ما نصح به رومني قد طُبق، لما ضيعنا كل هذا الوقت في محاولة إرضاء الروس لتعديل موقفهم، وكُنا قد شكلنا تحالفا من القوى المعنية، يقدم منذ وقت مبكر دعما كبيرا وملموسا للمعارضة. بدلا من ذلك فإن إدارة أوباما تركت الأمور تمضي في مسارها دون أن تفعل شيئا لفترة تزيد على العام، اكتفت خلالها بالتصريحات الكلامية، وبتمني حدوث الأفضل. نحن لا نرى في ذلك أي دور قائد للولايات المتحدة، التي بلغ الحد ببعض خصومها إلى التشكيك في قدرتها على أن تفعل أي شيء بالمرة".