بحث مجلس الأمن حتى ساعة متأخرة من مساء أمس مشروع قرار يلحظ فرض منطقة حظر جوي في ليبيا، فيما هددت ليبيا باستهداف الملاحة الجوية والبحرية في منطقة حوض المتوسط ردا على أي عمل عسكري أجنبي ضدها. وفي الوقت الذي أعربت فيه الصين وروسيا وألمانيا وغيرها من الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن معارضتها أو شكوكها إزاء عمل عسكري ضد النظام الليبي، أعلنت واشنطن أن الأمر ربما يتطلب أكثر من حظر جوي. وقدمت بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة مشروع قرار يتضمن حظرا جويا ل"زيادة الضغوط على المجلس حتى يتدخل بسرعة وبشكل حاسم"، بحسب أحد الدبلوماسيين. وكان السناتور الأميركي الديموقراطي جون كيري قد حذر بلاده من التخاذل في ليبيا وقال إن عدم تحرك الولاياتالمتحدة بسرعة وقوة في ليبيا يضيع منها "فرصة غير عادية" وإن سمعة واشنطن قد تتأثر نتيجة لذلك لعشرات السنوات القادمة. وخوفا من أن يكون الوقت قد نفد أمام الثوار الليبيين حث السناتور كيري الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الولاياتالمتحدة على فرض حظر جوي على ليبيا والتفكير في خطوات أخرى لتفادي حدوث أزمة إنسانية. وسئل كيري عما إذا كان سيذهب إلى أبعد من ذلك ويضغط من أجل تسليح المعارضين لحكم القذافي قال "أعتقد أن كل الخيارات يجب أن تبحث. يجب أن تكون على الطاولة". لكنه لم يصل إلى حد تأييد مثل هذه الخطوة. وانتقد كيري -وهو حليف للرئيس الأميركي باراك أوباما في العديد من القضايا- الإدارة الأميركية ضمنيا لإخفاقها في اتخاذ خطوات أجرأ بينما كان المعارضون للقذافي يتمتعون بقوة دفع قوية. وقال"لا أحب أننا أضعنا ذلك الوقت. هذا قلل الفرص وقلص الخيارات وغير قواعد اللعب إلى حد ما". واستطرد "حسابات كثير من الليبيين قبل أسبوع ونصف قبل عشرة أيام كان يمكن أن تكون مختلفة بدرجة كبيرة عن حساباتهم اليوم. وتلك الحسابات هامة جدا في مثل هذه الأحداث". وصرح كيري بأنه سيكون هناك "مردود قومي كبير" إذا تمكنت الولاياتالمتحدة من استخدام مطلب التغيير في الشرق الأوسط "لتؤكد قيمة الديموقراطية وتوجه ضربة قوية إلى قوى التشدد". من جانبه جدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله رفضه لفرض حظر جوي فوق ليبيا. وقال في تصريحات لإذاعة "دويتشلاند فونك" أمس إن "فرض حظر جوي يعد أيضا تدخلا عسكريا"، مشيرا إلى أن هذا يتضمن أيضا التصدي للقوات الأرضية للقذافي. وأضاف الوزير الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الحر"لا أعتزم توريط الجنود الألمان في حرب بليبيا"، موضحا أن على ألمانيا أن تتعلم من التاريخ الذي يوضح أن التدخل العسكري الألماني "ليس حلا" وقال إنه يرى أن مسؤولية هذا الأمر تقع في المقام الأول على عاتق دول الجامعة العربية. ولكنه نفى عزم بلاده الوقوف موقف المتفرج وقال إن برلين تعمل على ممارسة ضغوط سياسية على نظام القذافي من خلال عقوبات مشددة. واتفقت المستشارة أنجيلا ميركل أيضا مع رأي وزير خارجيتها بشأن رفض اقتراح فرض حظر جوي فوق ليبيا.