بقالب بسيط وكوميدي مبهج، وبكل تلقائية وعفوية بعيداً عن التكلف، وحوارات مليئة بالتسلية والحيوية، وموسيقى تصويرية جميلة، مصحوبة بإضاءة موزعة بإتقان، ظهرت جلياً في عناصر نجاح عرض مسرحية "يا لطيف"، الذي قدمته مساء أول من أمس فرقة وارف المسرحية في الأحساء، على مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء على طريق القرى الشرقية، ضمن فعاليات ملتقى مسرح الطفل بنسخته السادسة، بحضور جمهور كبير من الأطفال وعائلاتهم امتلأت بهم جنبات المسرح، وهي من تأليف إبراهيم الخميس، وإخراج محمد الحمد. وعالجت مشاهد المسرحية، التي استمرت زهاء 50 دقيقة، بحضور نائب رئيس جمعية المسرحيين السعوديين مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء المشرف العام على الملتقى علي الغوينم، وحشد من المهتمين والمسرحيين من مختلف مناطق المملكة، وجسد أدوارها كل من عبدالرحمن المزيعل، وعبدالعزيز بوسهيل، وعبدالله الفهيد، وإبراهيم الجنوبي، وعثمان الدحيلان، وعبدالله العبدالواحد، والأطفال محمد العبدالواحد، وتركي الدحيلان، وتركي بوسهيل، موضوع المواطنة وحب الأرض والانتماء للوطن، وكذلك المحافظة على البيئة. وتضمن العرض، حضور الممثل المبدع عبدالعزيز المزيعل، الذي قدم دوراً مميزاً في معظم مشاهد المسرحية لدور الشاب "لطيف"، المطيع لوالديه، الحريص على الاستعداد مبكراً للذهاب إلى المدرسة، وتأكيده المستمر على أهمية الدراسة، وتكرار عبارة "المدرسة هي عماد المستقبل"، وهي الطريق نحو العلم والارتقاء بالمجتمع، كما تضمن العرض تقديم أنشودة غنائية بعنوان "مدرستي" شارك فيها جميع أبطال المسرحية، وتناولت هذه الأنشودة تقديم مجموعة من النصائح لحث الجميع على الاجتهاد والتفوق الدراسي. واحتوى العرض على نهوض "لطيف" من النوم واستعداده للذهاب إلى المدرسة وتناوله وجبة الإفطار بطريقة مرتبة وفيها دعوة للأطفال إلى تنظيم أوقاتهم. واستعرض أبطال المسرحية حلاوة مرحلة الطفولة وما صاحبها من متعة في الدراسة في الصفوف الأولية بأساليب مسرحية متنوعة ومحببة للأطفال. وخصص مخرج المسرحية مشهداً منها لحلم الشاب "لطيف"، بالعودة مجدداً لمرحلة الطفولة للاستمتاع مرة أخرى، من خلال دخوله وسط جهاز "تصغير الأعمار"، بعد التخلي عن جميع المتعلقات المرتبطة بمرحلة الشباب كالسيارة والهواتف النقالة والحاسبات الآلية وغيرها، ليواجه بعد تحوله إلى "طفل رضيع" بالعديد من الصعوبات كالأمراض، التي تصيب الأطفال الصغار والتطعيمات الأساسية والأولية، إلا أن تلك الصعوبات تواجه بالحلول الطبية المناسبة من خلال طبيب يقنع الأطفال بأهمية مقاومة تلك الصعوبات وتوجيه الأطفال نحو عمل السلوكيات الإيجابية وترك السلوكيات السلبية. وفي نهاية العرض، شهد المسرح تصفيقاً كبيراً من الجمهور، يؤكد إعجابهم بالمسرحية وبأداء الممثلين. وبدوره، قال الغوينم في حديثه أمس إلى "الوطن" إن نص المسرحية جميل وتربوي، والممثلون جسدوا أدوارهم بشكل احترافي، وكانت المسرحية في تصاعد جمالي واحترافي مستمر من بدايتها حتى نهايتها، بجانب انسجام الفريق التمثيلي في أدائهم لجميع المشاهد، وما صاحبه من انسجام تام لدى الأطفال المشاهدين للمسرحية، وهي تعتبر من أفضل نصوص الكاتب في مسرح الطفل، مؤكداً أن العروض المسرحية في الملتقى في تصاعد من الأجمل إلى الأجمل، مستشهداً في ذلك بالزيادة المضطردة في أعداد الجمهور وامتلاء قاعة المسرح بالرغم من زيادة المقاعد واستبدال المقاعد الكبيرة بأخرى صغيرة وجلوس الأطفال في المقدمة.