استقطبت براعة الممثل السعودي عبدالرحمن المزيعل اهتمام جمهور مسرحية المونودراما "التائه"، التي عرضت مساء أول من أمس على خشبة مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي في مقر جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، ضمن احتفالات اليوم العالمي للمسرح. حيث جسد المزيعل خلالها معاناة إنسان سيئ الحظ، في معايشته لضغوط نفسية مختلفة منذ طفولته التي شهدت موت والده في حادث سير، وطرده من قبل زوج والدته من البيت بعد وفاة والده، وكذلك صراعاته المتكررة مع زوجته وأطفاله، والصعوبات التي تلاحق الإنسان أثناء تربية الأطفال، وخسارته مبالغ مالية طائلة إثر انهيار سوق الأسهم، ومرضه في آخر حياته حتى وفاته ووضعه داخل القبر. العرض المسرحي، الذي ألفه وأخرجه إبراهيم الخميس، على مدى نحو 30 دقيقة، اعتمد فيه على الجوانب النفسية من خلال انعكاس الصورة البصرية، لبعض الجمادات كالشمعة، ودمى الأطفال، والقطع القماشية. وفي ذات السياق، أبدى مسرحيون إعجابهم ببراعة الممثل المزيعل في أداء عرض المسرحية الفردية "مونودراما". إذ يرى مسؤول الإعلام في الجمعية سالم السبيعي في حديثه إلى "الوطن" أن المزيعل نجح بشكل كبير في تطبيق تجربة المسرح "الفردي" من خلال هذا العرض، الذي قام على ممثل واحد فقط طوال العرض، لافتاً إلى أن الجميع اعتاد على مشاهدة المسرحيات الجماعية وهي المألوفة للجميع، إلا أن مسرحية "التائه"، استطاعت إيصال الرسائل للحضور بطريقة سهلة ومحببة من خلال حديث الممثل الوحيد مع من حوله من جمادات، واستطاع أداء كافة الشخصيات في المسرحية من خلال الانتقال من شخصية إلى أخرى دون أن يشعر المتابعون بأي ارتباك، وذلك من خلال حواره مع الملابس والدمى والشمع والعربة المتحركة. من جهته ذهب عبدالله الحسين "ممثل مسرحي" إلى أن نجاح هذا النوع من المسرحيات، ينعكس بالدرجة الأولى على نجاح وتفوق الممثل فيها، باعتباره البطل الوحيد دون منازع، موضحاً أن المسرحيات الفردية، تعتبر من أصعب أنواع المسرح على الممثلين، وهي سترتقي بالممثل في حال نجاحها، وستهبط به إلى الأسفل في حال فشلها، إلا أن الممثل المزيعل -بحسب رأي الحسين- استطاع اجتيازها بكل اقتدار وجدارة في هذا العرض. أما مؤلف ومخرج المسرحية إبراهيم الخميس فقال إن المسرحية اعتمدت على ممثل واحد، أدى العديد من الأدوار التمثيلية مستعيناً بقدرته في أداء كل مشهد دون فاصل بينهم، مؤكداً أنه اختار المزيعل لهذه المسرحية لإيمانه التام بقدرته على أدائها بشكل صحيح، وهو ما حصل بالفعل، حيث تحمل أعباء العرض المسرحي وحده، ولم تتم الاستعانة بممثلين صامتين في المسرحية.