محمد سليم البلوي منذ سنوات ليست ببعيدة كانت البطالة تقتصر على فئات معينة من حاملي الشهادات الثانوية والكفاءة المتوسطة، وكان التبرير عدم الكفاءة العلمية والكافية للعمل، واليوم استفحلت هذه المشكلة حتى طالت أصحاب الشهادات العليا. فأصبحت الأعذار والمبررات التي تسوق لأصحاب الشهادات العليا تقول: (سوق العمل ليس بحاجة لمثل هذه التخصصات) كنت أظن بأن حملة الماجستير والدكتوراه لن يطيلوا الانتظار للحصول على الوظائف ولكن تأتي الصدمة لهؤلاء الخريجين وأيضا المبتعثين بالخارج الذين أتوا يحملون الأمل والحلم ويرددون لن نجد صعوبة في الحصول على وظيفة، مع العلم أن الجميع يعلم أن برنامج الابتعاث الخارجي لم يكن يعمل ضمن خطة لتوظيف المبتعثين كهدف رئيسي له، بل كان لحل أزمة الجامعات التي كانت تعاني عجزا في استيعاب خريجي الثانوية الذين كانت أعدادهم تتضاعف عاما بعد عام، مما حال دون احتوائهم ضمن الجامعات المحلية، ليكون برنامج الابتعاث الخارجي أحد الحلول، مما يعني أن الهدف كان واضحا من البداية ولم يربط بتخصصات مهنية معينة يحتاجها سوق العمل أو إيجاد فرص وظيفية للمبتعثين عند عودتهم وإنما تضمن خطة مستقبلية في مجال التنمية البشرية وكان دوره الأساسي تطوير المواطن السعودي فقط مما أدى إلى لجوء حاملين الشهادات العليا والمبتعثين إلى برنامج حافز لإعانة العاطلين عن العمل، وهذا ليس من الإنصاف بحقوقهم، وهذا يدل على سوء التخطيط منذ البداية، والدليل على ذلك تلك التعاقدات من جامعات ودول فقدت الريادة التي كانت عليها، والجامعات الأهلية الضعيفة أكاديميا لا تسمح وزارة التعليم العالي بابتعاث طلابنا إليها، فكيف يتعاقدون معها، الجامعات تقوم بالتوظيف دون الرجوع إلى ديوان الخدمة المدنية، الكثير من المحاضرين والدكاترة بجامعاتنا من الجنسيات الأجنبية مع توفر عدد كبير من أبناء البلد ذوي الكفاءة العالية، ربما تظنون أنني أبالغ أو أحاول أن أمحور هذه المشكلة. السؤال الذي يحير كثيرا هل يعقل أنه لا يوجد أحد من هؤلاء المبتعثين وحاملي الشهادات العليا ذوي كفاءة عالية يشغل وظائف لدينا؟ واليوم يا وزارة الخدمة المدنية ويا جامعاتنا ألا ترون أن بطالة من يحملون الشهادات العليا والمبتعثين مسألة خطيرة ينبغي أن تحل قبل استفحالها، حتى لا نعود إلى نقطة البداية، وتجدوا أنفسكم أمام معضلة لا تستطيعون حلها، خصوصا إذا أخذتم بعين الاعتبار تلك الأعداد الكبيرة وأكرر الكبيرة من خريجي جامعاتنا ومن المبتعثين الذين بدأ معظمهم يعودون لأرض الوطن، لا بد من أن تنظروا لهذه المشكلة بعين الاعتبار، علينا أن نخطط لاحتياجنا فقط حتى لا يتكدس أصحاب الشهادات العليا والمبتعثون دون توفير وظائف لهم.