وجه أكاديميان انتقادات إلى وزارة التعليم العالي، بسبب طريقة تعاطيها في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ودعا الأكاديميان إلى ضرورة أن تسند مهمة برنامج «الابتعاث» إلى الجامعات بدلاً من الوزارة، معتبرين أنها تعاني من سوء تخطيط في توجيه المبتعثين. وقال مدير إدارة التخطيط والتطوير بمعهد الإدارة العامة بندر السجان: «إن هناك سوء تخطيط في توجيه المبتعثين إلى الخارج منذ بداية عمل البرنامج»، وأضاف: «إن المبتعثين لم يوجهوا لمسارات وتخصصات علمية تعاني الدولة في مختلف القطاعات من نقص في ملئها بالكفاءات الوطنية، وبالتالي فهم لم يوجهوا بالقدر الكافي نحو الفرص الوظيفية التي تتطلبها سوق العمل». وأضاف في حديثه لمجلة التنمية الإدارية التي يصدرها المعهد: «إن عدم إتاحة المجال للجامعات والمعاهد الحكومية المتخصصة لتتولى الإشراف على المبتعثين وتوجيههم التوجيه الصحيح، ومعاونة وزارة التعليم العالي في إدارة هذا البرنامج الوطني الطموح فاقم من المشكلة، فعلى سبيل المثال عندما يكون الاحتياج لابتعاث (2000) خريج في الهندسة، نجد أن المبتعثين يتجاوزون 5000 آلاف مبتعث، وهناك الكثير من الأمثلة والمواقف التي تتطلب إعادة النظر في الأسلوب المتبع في إدارة هذا البرنامج». من جهتها، قالت وكيلة عمادة الدراسات العليا لشؤون الابتعاث والتدريب في جامعة الدمام الدكتوره ليلى باطوق إن: «برنامج الابتعاث الخارجي لم يكن يعمل ضمن خطة لتوظيف المبتعثين كهدف رئيسي له، إذ إن هذا البرنامج جاء في البداية لحل أزمة الجامعات المحلية التي كانت تعاني عجزاً في استيعاب خريجي الثانوية، والذين كانت أعدادهم تتضاعف، مما حال دون احتوائهم ضمن الجامعات المحلية، ليكون برنامج الابتعاث الخارجي أحد الحلول». وأضافت: «أن الهدف في البداية كان واضحاً، وبالتالي لم يربط بتخصصات مهنية تتطلبها سوق العمل، أو إيجاد فرص وظيفية للمبتعثين عند عودتهم، وإنما تضمن خطة مستقبلية في مجال التنمية العامة، وكان دوره الأساسي تطوير المواطن السعودي». إلى ذلك، أكد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات سابقاً، ومدير الجامعة الإلكترونية الدكتور عبدالله الموسى: «أُدرجت كل تخصصات الابتعاث بناءً على حاجة سوق العمل، وأن برنامج التخصصات يحتوي على 19 تخصصاً في 27 دولة، وأن التنسيق يتم بشكل مستمر مع القطاع الخاص ممثلاً بالغرف التجارية، ومع وزارتي الخدمة المدنية والعمل للبحث في الوظائف الشاغرة، ومنها تنطلق تخصصات برنامج الابتعاث من الدرجة الجامعية حتى الدراسات العليا». وأضاف: «أن وزارة التعليم العالي تتلقى كل يوم طلبات من جامعات سعودية في مختلف المناطق، تبدي فيها رغبتها في الحصول على قوائم المبتعثين للتنسيق معهم، واستقطابهم فور انتهاء دراستهم وعودتهم من البعثة». وعما يقال إن هناك مشكلة «بطالة» تواجه عدداً من المبتعثين والمبتعثات العائدين للمملكة خاصة من حاملي الماجستير والدكتوراه، قال: «وزارة التعليم العالي عقدت ورش عمل مع جهات حكومية عدة بينها وزارة العمل، والغرفة التجارية الصناعية، ووزارة التخطيط، وصندوق تنمية الموارد البشرية، لمناقشة الفرص الوظيفية في سوق العمل للأعوام الخمسة المقبلة».