ارتفع إلى ثمانية، عدد القتلى الذين سقطوا منذ مساء الاثنين الماضي، في اشتباكات بين سنّة وعلويين في طرابلس بشمال لبنان، على خلفية الأزمة السورية، إضافة إلى 75 جريحا. واستمر إطلاق النار والانفجارات في منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية، وجبل محسن المأهول بالعلويين. وذكر شهود أن مسلحين جابوا بعض الشوارع في وسط طرابلس بالسيارات أمس، وهم يطلقون النار في الهواء. وذكر مصدر أمني أن ستة قتلى سقطوا في اشتباكات أول من أمس، التي كانت عنيفة واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، واثنان قتلا أمس، كما أن من بين الجرحى 15 عسكريا. وقال أبو محمود(45 عاما) من باب التبانة، إن الحزب العربي الديموقراطي، أبرز حزب يمثل العلويين في لبنان "مرتبط بالنظام السوري، وينفذ كل ما يطلبه منه هذا النظام". وقال مقاتل سني آخر إنه "في جبل محسن، يعمل الناس على تغطية جرائم السوريين". في المقابل، قال المسؤول في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة، "هناك تناقض في وجهات النظر بيننا وبينهم. نحن لا نريد أن نفرض آراءنا على أحد، لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا إذا اضطررنا لذلك". وناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المتحدر من طرابلس الجيش والقوى الأمنية "العمل بكل طاقاتها لوقف هذه المعارك العبثية". وقال "لطالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، ولكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع"، طالبا من أبناء طرابلس "ألا يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين". وأبدى ميقاتي تخوفه من"محاولات لتوريط لبنان أكثر فأكثر في الصراع الدائر حاليا في سورية". وأشار إلى أن "الأحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع".