اتهم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي امس أطرافاً لم يسمها بأنها تريد توريط لبنان في الصراع الدائر حوله. وقال ميقاتي في بيان بعد ظهر امس، إنه "لطالما حذّرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، ولكن من الواضح أن هناك أطرافاً عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع". وكان ميقاتي يشير بذلك الى الاشتباكات التي دارت منذ الاثنين في مسقط رأسه مدينة طرابلس الساحلية الشمالية، بين منطقتين تشهدان اشتباكات بين الحين والآخر نتيجة خلافات تاريخية عزّزتها الأحداث في سوريا. وأهاب ميقاتي ب "أبناء طرابلس المسالمين عدم السماح لأي كان بجرّهم الى معارك لا تنتج إلا القتل والخراب والدمار، أو أن يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين". وقال إنه طلب من قيادة الجيش والقوى الأمنية "العمل بكل طاقاتها لإيقاف هذه المعارك العبثية لحماية طرابلس وسلمها الأهلي". كما أهاب بالقيادات السياسية في طرابلس "وقف المزايدات، لأن المزايدة على دماء المواطنين أمر معيب". وكان 6 قتلى و43 شخصا على الاقل اصيبوا بجروح في اشتباكات بدأت مساء أول امس واستمرت حتى أمس الثلاثاء بين مجموعات سنية واخرى علوية على خلفية الازمة السورية في مدينة طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني والجيش اللبناني. وتدور الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية والمعادية اجمالا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وجبل محسن المأهول بالعلويين والمؤيد للنظام السوري. وشهدت هاتان المنطقتان خلال الاشهر الماضية جولات عنف متكررة. وقال مصدر عسكري إن "الاشتباكات مستمرة، والجيش يتدخل". وينتشر الجيش في هاتين المنطقتين لضبط الوضع عند كل تدهور، ويعمل على الرد على مصادر اطلاق النار. وتسببت الاشتباكات بحرائق في عدد من المنازل واضرار جسيمة في السيارات. وافاد مصدر امني ان 23 مدنيا جرحوا في المواجهات. وقال بيان صادر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان "خمسة عسكريين اصيبوا بجروح مختلفة نتيجة اطلاق النار باتجاه المراكز والدوريات العسكرية" ، بينما "تعرض صباح (الثلاثاء) احد مراكز الجيش لاطلاق قنبلة يدوية ما ادى الى اصابة ضابط واربعة عسكريين بجروح مختلفة". وأضاف البيان ان "قوى الجيش المنتشرة في منطقة جبل محسن - التبانة واصلت خلال الليل الفائت تعزيز اجراءاتها الامنية في المنطقة، بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم لأماكن المسلحين والرد الفوري على مصادر النيران". واشار الى "ضبط كمية من البنادق الحربية والقنابل اليدوية والذخائر والاعتدة العسكرية". وقال مراسل ان عددا كبيرا من المواطنين فروا من ابنية واقعة في شارع سوريا الذي يشكل المنطقة الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن. ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا، يشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري وداعمين للمعارضة، توترات امنية متنقلة. جانب من الإشتباكات في طرابلس شمال لبنان. (رويترز)