على اعتبار أن الحياة أصبحت افتراضية الحضور أمام الشاشة الفاصلة بين حرية الكلمة، فباتت التعابير لا تصل إلا منه – افتراضًا –. فهذه النقلة التطوريّة التي تحدث وحدثت وستستمر بالحدوث والتطور ما هي إلا مؤشر لهامشية وركاكة الرأي الحُر. فكلما زادت حرية التعبير زادت الآراء السائبة التي لا تغير من مجرى الحياة شيئًا – في الغالب – وهنا لسنا في صدد الحقوق. إنما بالساحة التعبيرية الِافتراضية التي تكاد تخترق كل برنامجٍ إلكتروني. أين الفائدة بالتعبير ؟ أين التطور العلمي ؟ ماذا عن حقيقة الهوية المتحدّثة ؟ المعنى هنا بأن الحرية الزائفة لا تزيد من المساحة الشخصية لرغد العيش! ولا تزيد من فرص نيْل الحقوق بالشكل المتعارف عليه، وحتى حقائق بعض الشخصيات المؤثرة على الصعيد الراقي التعليمي أيًا كان مجاله، لا يعتبر قرارًا نهائيًا بتمكن هذا الفرد من مجاله، فالحريات باتت في كل شيء حتى بالعلم يخلي البعض مسؤوليته بكتابة رأي/ وجهة نظر/خاطرة..إلخ. وبالعروج على نظام حرية الرأي والتعبير الخاص بالنظام السعودي فقد تفرّع بشرح هذا النوع من الحرية لِما يخص الإعلام والصحافة وبعض المواضيع التي تخص حقوق الكتّاب ودور النشر، فمن هنا يمكن الأخذ بحقيقة أن التعبير إن لم يكن في مكانه و إلى أصحاب الآذان المنصتة فما هو إلا كلامٌ فارغ – وهنا أقصد المعنى الحرفي لكلمة فارغ. كمختصر للفكرة، إن التعبير غير محدود اللغة والتعبير لا يقتصر على الكتابة فقط، فقد تُنال الحقوق بالتصرفات الشخصية والتعاملات الفردية العادلة بين الآخر وذاك، وقد تصل رسالة سلام بلوحةٍ رمادية اللون. فاختر لغتك وابحث عن متحدثيها، وقبل هذا ابحث عمّن يكتبون بها.