تصاعدت عمليات القصف والاشتباكات في سورية أمس، فيما قرر مجلس الامن أمس إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين إلا أنه أيد الدعوات للإبقاء على مكتب سياسي في دمشق. وقال المبعوث الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو بعد اجتماع عقده المجلس لبحث المسألة السورية، إن "شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة". وتنتهي مدة المهمة منتصف ليل الأحد.وما زالت وتيرة العمليات في حلب تتسارع، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن ستة مواطنين بينهم طفلان وامرأة قتلوا في قصف في حي الشعار شرق المدينة، بينما قتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف على حي قاضي عسكر شرق المدينة أيضا. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف على حي قاضي عسكر أصاب "تجمعا للمواطنين أمام فرن أثناء انتظارهم للحصول على الخبز" وبين القتلى "عدد من الأطفال والمسنين". وأرفقت الهيئة خبرها بشريط فيديو عن القصف يظهر جثثا في الطريق تسبح في برك من الدماء، ويصعب تبيّن وجوه أصحابها. ووقعت اشتباكات في محيط دوار الجندول القريب من وسط المدينة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية. وقتل أكثر من 70 شخصا بينهم 26 مدنيا أمس، غداة يوم دام شهد مقتل 172 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة. إلى ذلك أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، ورقة بحثية وضعها الباحث العسكري جيفري وايت، قال فيها "مع تآكل سيطرة بشار الأسد على الأمور، فإن القضية الآن أصبحت قضية السرعة التي ستؤدي بها تلك العملية إلى انهيار النظام". وأشار إلى أن عمليات المعارضة المسلحة تضاعفت في مايو، وهي تمضي بإيقاع متسارع نحو نتيجتها المحتومة". وقال وايت شهر يوليو شهد وقوع 552 اشتباكا وقتل أو جرح 1100 جندي نظامي. وأضاف "فوق هذا فإن خسارة النظام لمزيد من الأراضي في الشمال الغربي، ولعدد من بوابات العبور الحدودية، كشف عن الضعف المتزايد في أطراف النظام والتداعي التدريجي لإستراتيجيته في التعامل مع المعارضة". وأضاف في ورقته أنه من الوجهة الإستراتيجية فإن ما يسمى بالعمود الفقري لسورية هو القوس الممتد من درعا إلى حمص إلى حماة إلى إدلب وحلب وريف دمشق. وأوضح أن النظام يتعرض لقدر متزايد من الخسائر في هذا القوس بسبب تركيز الثوار عليه أكثر من أي أماكن أخرى. وأشار الباحث إلى أن الثوار فتحوا أيضا جبهة متزايدة الاتساع في الشرق في مناطق دير الزور والرقة وحسكا، بهدف إرهاق قوات النظام وتوسعة مجال انتشارها على نحو يخفف من تركيزها. وفي ضوء كل ذلك، فان فرض منطقة محظورة للطيران أو للمركبات العسكرية يمكن أن يكون له تأثير بالغ القوة في حرمان النظام من أكثر أسلحته فتكا، وفي رفع معنويات المعارضين وفي إعطاء النظام إشارة بالغة الوضوح أن لحظة سقوطه قد اقتربت".