نقل الجيش السوري الحر المعركة من حلب إلى قلب العاصمة دمشق أمس حيث وقعت معارك عنيفة بينه وبين قوات النظام امتدت إلى محيط المبنى القديم لوزارة الداخلية، في وقت استعاد فيه الجيش الحر مواقع استراتيجية في حلب وقصف جيش الأسد مدينة حمص بالصواريخ وقذائف الهاون، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي. وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام في حي التضامن بجنوب العاصمة، لافتة إلى سماع أصوات إطلاق نار كثيف في معظم حي جوبر، وانفجارات وإطلاق نار في حي القابون، وقصف على مدينة حرستا في ريف دمشق. وذكر ناشطون معارضون أن 11 شخصا على الأقل قتلوا في قتال عنيف اندلع في إحدى ضواحي دمشق عندما شنت قوات النظام هجوما بالمدرعات على ضاحية التل التي تسيطر عليها المعارضة. وقالوا إنه بعد ثلاثة أيام من قصف عنيف للجيش النظامي بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر تقدمت دبابات وناقلات جند مدرعة إلى الضاحية الواقعة على المشارف الشمالية لدمشق لكن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من صدهم. وقال سكان إن قتالا بين الجانبين دار في قلب العاصمة قرب البنك المركزي. إن انفجارا مدويا وقع وتلته اشتباكات في شارع باكستان. بينما أفاد التلفزيون السوري الرسمي أن مقاتلي المعارضة فجروا قنبلة في المرجة وهي منطقة قريبة من البنك المركزي. وفي حلب استمرت الاشتباكات وعمليات القصف. وأعلن قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر عبدالقادر الصالح أن الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين من دون أن يحدد هذه المواقع. وأضاف هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة مع جيش النظام، مشيرا في الوقت نفسه إلى قصف على كل أحياء حلب بالطيران الحربي. بينما أفاد المرصد عن تعرض أحياء بستان القصر والمشارقة (غرب) والهلك (شرق) لقصف من قوات النظام، لافتا إلى أن قذائف سقطت على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن تعرض حي السكري في جنوبالمدينة لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد أنها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر أهم معاقل الكتائب الثائرة في حلب. سياسيا قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة أمس «إن بلادها وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي، مؤكدة أنه ينبغي لأنقرة وواشنطن الدخول في تفاصيل خطط دعم المعارضة والتوصل إلى سبيل لوقف العنف. وأضافت أن أجهزة مخابراتنا وجيشينا أمامهم مسؤوليات مهمة وأدوار عليهم القيام بها ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر. وردا على سؤال حول ما إذا كانت مثل هذه المناقشات تشمل خيارات مثل فرض حظر للطيران في أجواء الأراضي التي يعلن المعارضون السوريون السيطرة عليها، قالت كلينتون إن ذلك يمثل خيارا ممكنا. واعتبرت كلينتون أنه توجد صلات بين حزب الله اللبناني وإيران وسورية تطيل عمر النظام السوري. وتعهدت بتسريع نهاية إراقة الدماء ونظام الأسد. وقالت إنها بحثت خططا عملياتية مع الجانب التركي بغية تسريع نهاية إراقة الدماء ونظام الأسد. مضيفة هذا هو هدفنا الاستراتيجي. ومن جانبه قال أوغلو إن الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحل الأزمة الإنسانية في مدن مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الحكومة السورية. على صعيد آخر أعلن سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار ارو أن خليفة كوفي عنان في منصب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية سيعين غدا أو بعد غد، قائلا إنها مهمة صعبة جدا. هناك الكثير من الضغوط ومنها أن يعين من قبل منظمتين ويجب العثور على شخص يكون شجاعا لمواجهة هذه المهمة. وتابع ارو أنه إلى جانب تطبيق خطة عنان التي تتضمن ست نقاط، من المهم أن يكون هناك شخص يمكن أن يحاول إطلاق المفاوضات في حال سنحت فرصة لذلك.