﴿وقولوا للناس حسنا﴾. الكلام الحسن عافية وهداية والكلمة الطيبة حياة. عبارة (حظا أوفر) تُقال لمن لم يحالفه الحظ وفاته شيء ما، وتستخدم كتصبيرة للفشل. حدث وأن نزلت شواغر إشرافية، وتقدّمت عليها، وأخذنا موعدًا لدخول الاختبار التحريري، حضرت الاختبار التحريري معتمدة بعد الله على خبرتي في المجال الذي اخترته، وبعض التجارب السابقة، دخلت قاعة الاختبار ومعي مجموعة من الزميلات جلسنا ننتظر أوراق الأسئلة، وتم التوزيع وإعطاؤنا بعض التعليمات، وبدأت أتصفح أوراق الاختبار، وجدت أن الصفحة الأخيرة جيدة وتختلف عن الصفحتين الأوليين اللتين كانتا بمستوى ركيك يندى له الجبين، من حيث الأخطاء اللغوية والإملائية، وطريقة صياغة الأسئلة التي تَنُمّ على أن من كتبها لا تتجاوز شهادته الابتدائية. انتهيت من حل الأسئلة وسلمت الورقة إلى المراقبة، وهممت بالذهاب، ولكن المشرفة استوقفتني وزميلاتي وطلبت عدم المغادرة حتى يتم التصحيح ونعرف النتيجة، وأن من اجتازت الاختبار فهي مؤهلة للمقابلة الشخصية، قلنا حسنا سننتظر. مرّت ساعتان تقريبا من الانتظار وإذ بالمشرفة مقبلة علينا، وكلنا آذان صاغية وشفاه صامتة. تلت المشرفة علينا الأسماء، وبعد الانتهاء من سرد الأسماء وعلى مرأى ومسمع من الجميع ودون مراعاة للمشاعر قالت: حظاً أوفر لمن لم أذكر اسمها. ومن الدهشة طلبنا منها إعادة ما قالته، وساعتها استوعبنا أنها تطلب منّا المغادرة لأننا لم نجتز الاختبار ...وحظا أوفر لنا. لملمت أغراضي ولبست عباءتي وخرجت من المبنى وأنا مستاءة جدا من الطريقة التي تم بها إعلامنا بالنتيجة، وكان بالإمكان تأجيل موعد المقابلة الشخصية ليوم آخر وإخبارنا بالهاتف أو برسالة نصية بالاجتياز من عدمه. و(حظّا أوفر) أصبحت كلمة من الكلمات التي أتنّدر بها في المواقف المحبطة.