مدخل عندما يتحدد مصيرك للقبول في وظيفة جديدة أو للترشح لدرجة علمية أو للترقي إلى مرتبة أعلى من خلال مقابلة شخصية لاتتجاوز دقائقها الربع ساعة فإنه يتوجب عليك أن لا تبهتك المفاجئة وأن لا تأخذك الظنون إلى مهاوي الشك والريبة واعلم أنك في عصر السرعة وانفجار المعلومة وأن عليك أن تلّم بكل ذلك وتستحضره في هذه المقابلة المباركة وإلا فإنك ستكون خارج السرب غير مأسوف عليك . المشهد الأول إعلان عن بدء التسجيل يتم تداوله على استحياء وروابط الكترونية لاتكاد تفتح إلا بشق الأنفس مما حرم الكثير من خاصية التسجيل أما من حالفه الحظ فقد أدخل معلوماته وانصرف مشكوراً لبعض شأنه حتى يحين ذلك اليوم الموعود لإجراء الاختبار التحريري وهو الذي قيل عنه قديماً ( يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان ) المشهد الثاني مشهد أمة من الناس يتوافدون وعلى وجوه بعضهم أثر السفر يتهامسون بينهم وكل واحد منهم يمني نفسه بأن يكون له قصب السبق في الفوز بورقة النجاح من بين هذه الجموع المتحلقة ، كان هذا اليوم هو موعد الاختبار التحريري ولكنه كان اختباراً أيضا لمدى القدرة الاستيعابية لمواقف ذلك المبنى الكبير وذلك بعد أن تدفقت عليه أفواج من السيارات متعددة الأحجام والألوان . أما الوحيد الذي كان مسروراً في ذلك اليوم فهو أمن المواقف الذين أصدروا حزمة من المخالفات المرورية والتي قد تكفي لدعم ميزانيتهم لأشهر عديدة قادمة . ووزعت الأوراق وزاغت الأبصار وانطلقت الأقلام تصول وتجول على سطور الصفحات البيضاء وكأن بها مساً من الجن أو أصابها نفث ساحر وماهي إلا سويعات قليلة حتى انفض الجمع على أمل أن يتم اللقاء في يوم عصيب آخر إنه يوم المقابلة الشخصية . المشهد الثالث ظهرت نتائج الاختبار وكانت المفاجأة أن الجميع مقبولون ، فرح الجميع ولكنهم تعجبوا في نفس الوقت! أيعقل أن الجميع قد اجتازوا الاختبار ؟! إنها مفاجأة بحق ولكن المفاجئة لم تقف عند هذا الحد فقد اتضح أن العدد المقبول كان أكبر من عدد المختبرين ! وماهي إلا أيام معدودة حتى تحدد موعد المقابلة الشخصية وعادت الوفود للتزاحم مرة أخرى ولكن هذا التزاحم لم يستمر طويلاً فقد كان زمن المقابلة قصيراً وحاسماً في نفس الوقت ، لقد كان زمن المقابلة لايتجاوز الربع ساعة وكان هدف اللجان واضحاً وكانت الأسئلة مركزة ودقيقة وربما أنها كانت أقرب إلى التعجيز منها إلى استشفاف المعلومات واستظهار القدرات ، كان ذلك الأمر واضحاً على ملامح الخارجين من قاعة المقابلة ، فيما ملامح الانتصار واضحة أيضاً على محيا أعضاء اللجان. خاتمة لاينفع البكاء على اللبن المسكوب هكذا قيل قديماً ولكن مايحدث في المقابلات الشخصية الصورية شيء يدعو للتأمل ويحث على إعمال العقل والفكر إذ كيف يتم الحكم على خبرات الشخص وقدراته العلمية والعملية والفكرية من خلال مقابلة الربع ساعة ! إنه لأمر محير فعلاً وأمر يدعو للتعجب والغرابة في نفس الوقت . حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: مقابلة الربع ساعة