بدأ بالتخطيط للانشقاق عن نظام الأسد قبل 7 أشهر، ويعتبر أول الأشخاص المنشقين من النيابة العامة السورية، فعلى حد علمه أنه لم يسبق لغيره من رؤساء النيابات أو القضاة أن انشق عن النظام "رغم وقوف غالبيتهم مع الثورة". اختار الرياض لتكون محطة يستقر بها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وتتحرر سورية من قبضة الحزب الواحد. رئيس نيابة محافظة الرقة السورية جمعة رمضان الدبيس وصل السعودية منذ نحو شهر ونصف ليكون أول المنشقين من السلك القضائي والنيابي في سورية. وحتى اللحظة، لا يعلم الدبيس الذي التقته "الوطن" أمس، ما إذا كانت الحكومة السورية قد وضعته في لائحة المطاردين، لكنه متأكد من أنه صنف من قبل المخابرات السورية بأنه "معارض" نتيجة قيامه وزملائه في النيابة بإصدار أحكام مخففة على من يحالون للقضاء المدني من المتظاهرين. يروي الدبيس تفاصيل ما يجري وحقيقة التحكم بسير المحاكمات من قبل النظام، عبر إملاءات غير مباشرة، وتحديدا حينما تنبه النظام للأحكام المخففة التي كان قضاة سورية يصدرونها على المتظاهرين التي لا تتجاوز الحبس لمدة 5 أيام فقط. ويؤكد الدبيس أن غالبية القضاة السوريين يقفون مع "الثورة"، غير أنهم لم يتمكنوا من حسم أمرهم والخروج، ويقوي موقفهم في ذلك أنهم "كثرة" وأنه لا يمكن للنظام مهما بلغ من همجية أن يصفي أغلبية قضاة بلاده. وكشف الدبيس عن وصول أعداد المفقودين في سورية إلى 200 ألف. ويشير إلى أن من يتم إحالتهم للقضاء المدني هم المتظاهرون العاديون، أما رموز التظاهرات فمصيرهم مختلف وغالبيتهم يتم اختطافهم ولا يعلم مصيرهم بعد ذلك. ولفت إلى أن القضاء المدني يعتبر في سورية قضاء صوريا، إذ إن هناك لجنة أمنية مكونة من 3 ضباط من الداخلية والأمن السياسي والأمن العسكري هي المتحكم الرئيس فيما يجري قبل عملية الإحالة للقضاء المدني،وأشار إلى أنهم يرحبون بأي انشقاقات جديدة تتم على صعيد نظام الأسد أو على مستوى الجيش النظامي، لاعتبار أن "الثورة" ك"التوبة" تجب ما قبلها، فيما أكد أنهم سيرحبون بأي شخص يفكر بالانشقاق حتى وإن كان على مستوى نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع. وتتملك الدبيس قناعة غريبة نوعا ما، إذ يؤكد أنه لن يستغرب لو أعلن بشار الأسد انشقاقه من النظام وذلك لقناعته بأنه يدير الأمور على الأرض بالوكالة، فيما قلل من شأن ومقدرة ماهر الأسد على قيادة من هذا النوع، كونه مختلا عقليا، في حين حذر من مقدرة النظام البعثي الذي يسيطر على الأمور حاليا من إرسال مرتزقته لزحل والمريخ لمطاردة وتصفية المعارضين بالخارج.