كشف قائد ما يعرف ب"الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد تواصله مع بعض أعضاء المجلس الوطني للمعارضة السورية الذي أعلن تشكيله قبل يومين في إسطنبول للعمل على تنسيق الجهود بما يضمن سرعة تحقيق أهداف الثورة السورية، وفي مقدمتها إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ونفى الأسعد، الموجود في منطقة على الحدود بين سورية وتركيا في اتصال هاتفي، وجود كتائب وتشكيلات عسكرية متعددة للجنود والضباط المنشقين عن الجيش السوري "تعمل كل منها بلا ضوابط أو أهداف محددة"، لكنه أوضح أن "أغلب الكتائب العسكرية للمنشقين تقع تحت قيادتي". وكان الأسعد ومجموعة من الضباط قد أعلنوا نهاية يوليو الماضي انشقاقهم عن الجيش السوري لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، كما أعلنوا تأسيس ما أطلقوا عليه اسم "الجيش السوري الحر" الذي يهدف لحماية الثورة وإسقاط نظام الأسد. وقال "لا توجد تشكيلات متعددة للمنشقين وما يقوله رحال وتشكيله لكتائب صلاح الدين الأيوبي وتدخل الأخيرة لحماية الثورة والمتظاهرين هو أمر ليس له وجود على الأرض .. نحن الجيش السوري الحر فقط الموجودون على الأرض السورية وكل الكتائب العسكرية تابعة لنا؛ ولذا فالقيادة موحدة ولا يوجد هناك أي خلاف". وكان محمد رحال رئيس ما يعرف بمجلس تنسيقات الثورة السورية قد دعا لتسليح الانتفاضة السورية، كما أعلن مؤخراً تشكيل مجلس انتقالي للثورة وكذلك تشكيل ما يعرف باسم جيش صلاح الدين الأيوبي لحماية المتظاهرين. ورفض الأسعد الدعوة لعسكرة الثورة وتسليح الأهالي، مشددا "أنا ضد ذلك الأمر ونحن في الجيش السوري الحر جبهة منظمة نقوم بالدفاع عن الأهالي ونسعى لإسقاط النظام بقدرات قتالية منظمة، وبالتالي أتمنى عدم إقحام المدنيين في تلك المهمة لأنها قد تؤدي لفوضى كبيرة بالبلاد كما ستزيد من عدد ضحايا المدنيين لأن النظام سيتخذ من وجود السلاح ذريعة لتصعيد هجومه". وأكد الأسعد أن حجم القوات التي تعمل تحت إمرته يتزايد يوماً بعد الآخر، وأوضح "حجم القوات الموجودة سيتزايد ويكتمل في قدرته النظامية بزيادة عملياتنا على الأرض، وهو الأمر الذي قد يغري المزيد بالتطوع بصفوفنا خاصة من العساكر الذين تلقوا تدريبات وتم تسريحهم خلال فترات سابقة". وفي رده على سؤال حول حجم السلاح الموجود معه ومصدره، أجاب "كل عنصر ممن انضم إلينا أخذ سلاحه معه وقت انشقاقه عن الجيش السوري؛ فضلاً عن بعض الأسلحة التي نكسبها خلال اشتباكنا وتصدينا لقوات الأمن وعناصر الشبيحة". وناشد الأسعد الأممالمتحدة توفير الدعم للثورة السورية في المحافل السياسية الدولية، والمساعدة في تقديم الأسد وأركان نظامه للمحكمة الجنائية الدولية؛ لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوري، مطالباً إياها أيضاً بإمداد المنشقين عن الجيش بالسلاح "حتى يتمكن السوريون بأنفسهم من التصدي لقوات هذا النظام الإجرامي" ، رافضاً بشكل قطعي فكرة التدخل العسكري الخارجي.