في مقال للكاتبة ميسون الدخيل بصحيفة «الوطن» بعنوان «الفكر في مذبح الجهل والمصالح الذاتية» بتاريخ 14 ديسمبر 2021، لمحت فيه على ما يبدو لردود الفعل التي أعقبت مقالا سابقا لها بصحيفة «الوطن»، حسب ما فهمت من قراءتي للمقال، ويبدو أن الكاتبة مندهشة وحزينة لهذا المستوى من الاستنتاج، وكيف أن الناس من الممكن أن يصدقوا ما لا يعقل !. وعرجت في ثنايا مقالها الجميل على اهتمام شريحة واسعة من الناس بتقمص الظهور بما يريده الغير، فيما المفترض أن نكون مستقلين ولا نجامل في التعبير عن أفكارنا. استوقفتني في المقال جزئية «لم يعد لدينا القدرة على الفهم والتدبر، مستعدون أن نصدق ما لا يعقل، أن ننشر الأسرار ونشارك بالتشهير، نضحك على النكت المسيئة، وتداول الشائعات!». حول هذه الجزئية المشار إليها، سبق وأن واجهت سخرية من البعض عندما وجهت عتبا خفيفا لمن يشارك بإرسال محتوى قبل التدقيق عليه، وهل يصنف ضمن التشهير والإساءة؟، أم أنه لا يترتب عليه أي حرج لمن هو طرف في هذا الحدث؟. فتبادل بعضا من القصص والمقاطع المصورة والمتحركة دون تدقيق، قد تترتب عليه آثام كبيرة للناشر وضرر نفسي لأطراف أخرى لا يروق لهم تبادل أمور يكونون طرفا فيها، كالعراك والنكت ونشر الأسماء.. إلخ. تعج مواقع التواصل بما هو مفيد وسيئ ومؤذٍ وعلينا اختيار المفيد، لم تعد الغالبية اليوم تقرأ وإنما تشاهد، وعلى ما يبدو أصبحت القراءة مملة وثقيلة، من هنا ظهر لنا قارئ يصعب عليه فهم المعنى والتعجل بالحكم على النوايا في أحيان كثيرة، ما لم يكتب ما يروق له. على سبيل المثال لو انتقدت محتوى سخيفا وأشرت إلى أنه يفتقر للفائدة، أعتقد أن النقد موجه له وليس لمحتوى مشاركته المنقولة، والملاحظ في مواقع التواصل المختلفة، أن النخب المستقلة والمتمرسة على القراءة والتقبل للمغاير بالفكرة والرأي، قليلون جدا ومهاجمون، فإما طبل لي وقل " بيض الله وجهك" بغض النظر عن المحتوى، وإلا فالعاصفة وسوء الظن والتفسيرات الشخصية جاهزة. شخصيا أرى أن الأمور دون نقد لا تستقيم ولا تتطور، فتقبل أسلوبي في الكتابة والنقد والاختلاف، وقد تكتشف ذات يوم أن الأمور على خلاف ما تفسره وما تتوقعه.