يستجمع الفنان نور الشريف ذكرياته مع الشهر الفضيل، خاصة ذكرياته أيام الطفولة والشباب، حيث الأحياء الشعبية القديمة، وبخاصة حي" السيدة زينب" وسط القاهرة، وهو الحي الذي تربى وعاش فيه، وقضى به أجمل أيام حياته.. وآراء أخرى في هذا الحوار: بداية كيف يستقبل نور الشريف شهر رمضان، وماذا يمثل له؟ أعظم وأحب الشهور إلى قلبي هو الشهر الفضيل، وحينما يجيء شهر رمضان يبدأ العقل في استعادة ذكرياته، خاصة أيام الطفولة والشباب، والتي لن تنسى أبداً، فلن أنسى حي "السيدة زينب"، حيث كنت أعيش وسط أسرتي، وأصدقاء الدراسة، واللمة حول المائدة، والاستماع إلى الشيخ الشعراوي قبيل الأذان، ووالدي الذي يقرأ القرآن، ووالدتي المنهمكة في وضع الأطباق.. فكلها ذكريات أكاد أبكي حينما أتذكرها. ولا أنسى أن انطلاقتي الفنية بدأت في رمضان من خلال مشاركتي مسلسل" القاهرة والناس"، وهو العمل الذي تعرفت فيه على شريكة عمري الفنانة بوسي، وتزوجنا، وأنجبنا أجمل ما في حياتنا" سارة"، و"مي". وما أبرز طقوسك في الشهر الكريم؟ لي مع رمضان ذكريات جميلة، حيث كان والدي يصر على الصلاة بنا جماعة دائماً، خاصة في هذا الشهر المبارك، وكنا نتسابق أنا والأسرة لختم القرآن الكريم، وهو ما حرصت عليه حتى بعد الزواج، كما أن "الفانوس" له طابع خاص في رمضان، وما زلت أحرص على شرائه لابنتيّ سارة ومي حتى الآن، والغريب أنهما أيضا تحرصان كل عام على شراء فانوس كبير، ووضعه في شرفة المنزل لتفاؤلهما بذلك. وبالنسبة لأول مرة قررت الصيام فيها كانت وأنا في الثامنة من عمري، حيث لقنني والدي درساً في ضرورة الصيام، وعندما كنت أصوم يوما كان يأتي لي بشوكولاته، وكان في الوقت نفسه يعاقبني بحرماني من اللعب مع الجيران والخروج مع الأصدقاء لو امتنعت يوما عن الصيام. قدمت هذا العام مسلسل" عرفة البحر"، وهي قصة وشخصية جديدة عليك، ما الذي جذبك لهذا المسلسل؟ الفنان يقدم أي شخصية، ولكن ما جذبني لهذا العمل أنه كان بمثابة تحد حقيقي بالنسبة لي، فأردت أن أغوص في كشف أسرار النفس البشرية. وقد فعلت ذلك في أعمال مثل "الرحايا"، و"السيرة العاشورية"، و"حضرة المتهم أبى"، ولكن في مسلسل "عرفة البحر" هناك محاولة لاكتشاف عمق النفس البشرية. وما الرسالة التي أردت أن تبعثها من خلال المسلسل؟ أردت ومن خلال العمل أن أُدين وبشدة التخلف والجهل، خاصة أن هناك أشخاصاً مازالت تحكمهم التقاليد القديمة، مثل السحر، والخرافات، بل ويعتمدون عليها في حياتهم اليومية، وهو ما تجاهلته الدراما المصرية على مدار الفترة الماضية. شخصية "عرفة جندية" مختلفة عن كل الشخصيات التي قدمتها في أعمالي السابقة، فهو يتوهم بأنه نفسه هو البحر، ويستحيل أن يغدر البحر به، وعاش حياته على هذا الأساس ليكتشف أنه كان خاطئا طوال عمره. ألم تقلق من خوض السباق الرمضاني ويزاحمك كبار النجوم؟ أنا حزين للغاية، لأن هذا الكم من المسلسلات ظلم فنانين كثيرين، ومنهم من اضطر للخروج من السباق، كما أن هناك ظلما للمشاهد أيضاً، والذي لن يتمكن من متابعة هذا الكم من الأعمال، ولكن المنافسة شيء إيجابي ومشجع، على أن يخرج الفنان كل ما لديه من إمكانات وطاقات للحفاظ على مكانته.