هذا العام بالنسبة لفاطمة الغامدي يختلف عن كل عام، فابنة العشرين ربيعاً لم تتعود كل سنة أن تدخل المطبخ بشكل يومي، والسبب هو أن هذا العام منزلهم ليس به عاملة، لكن في الوقت الذي تتضايق الفتاة من عدم وجود عاملة وهي تعلم أن ذلك بسبب القوانين والإجراءات التي منعت استقدامهن، وتدعو الله أن تنفرج هذه الأزمة قريباً، تجد نفسها سعيدة جداً، لأنها اكتشفت أشياء جديدة وكثيرة، فبالإضافة إلى أنواع الأطباق التي قدمتها لأسرتها فهي تعودت على ارتياد المطبخ بشكل يومي، وهو ما أكسبها مهارات الطبخ وعرفها على أسراره. وتضيف فاطمة ل"الوطن": إعداد الوجبات ليس فقط ما نقرؤه في كتب الطبخ أو ما نشاهده في التلفاز من أطباق شهية وغيرها، فما تتناوله الأسرة قد يختلف في أحيان كثيرة عما نقرؤه أو نشاهده، خاصة في شهر رمضان، حيث تتعدد الطبخات والوجبات، وتتنوع حسب رغبات أفراد الأسرة، فالبعض يحب الحلا وآخرون يحبون الأكلات الشعبية، لذلك علينا أن نتعلم جميع الأصناف. لكن أكثر من ذلك ترى فاطمة أن غياب العاملة علمها شيئا مهما وهو الإحساس بالمسؤولية الأسرية، فهي كبيرة أخواتها، كما أنها تشعر بما تقوم به والدتها في ظل غياب الخادمة، وقالت: أدرك هذه المسؤولية تماماً، ولذلك فأنا مسرورة أنني أرسم الابتسامة على وجه والدتي في نهاية كل يوم في وجبتي الإفطار والسحور. وعلى الرغم من أن ارتياد المطبخ حرم فاطمة من مشاهدة بعض المسلسلات المحببة لديها، لكنها ترى أن متعة ارتياد المطبخ ورضا والدتها عوضا عن هذا الحرمان. وأكدت فاطمة أنها ليست وحدها في مجتمعنا، فهناك من يقمن بمساعدة أمهاتهن خاصة في شهر رمضان، وهناك الكثيرات من صديقاتها من يقمن بذلك، مضيفة أن "هناك الكثير من أسر صديقاتي ليس لديهم عاملة أصلاً إما لعدم اقتناعهم بهذا الأمر، أو لأن ظروفهم المعيشية لا تسمح بذلك". وشككت فاطمة في إمكانية الاستمرار بالقيام بواجبات العاملة الكثيرة، فهي مرهقة جداً ومتعددة، وتمنت من المسؤولين أن يسرعوا في السماح باستقدام العاملات، رفقاً بأمهاتنا وربات الأسر، خاصة أن هناك أمهات لديهن أعمال خارج المنزل، ووجود العاملة ليس ترفاً بالنسبة إليهم، لكنها من جهة أخرى دعت الفتيات لتجربة هذه المتعة الأكيدة، فهي فائدة أكيدة وبها رضا الوالدين الذي هو بالتأكيد من رضا الرب سبحانه وتعالى.