احتدمت حدة المعارك في حلب بين الثوار وقوات بشار الأسد التي قالت إنها أحكمت سيطرتها على حي صلاح الدين في المدينة، وهو ما نفاه الجيش السوري الحر وناشطون أكدوا استمرار المعارك في الحي. وأكد رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي أن "الهجوم الذي يقوم به جيش النظام في حي صلاح الدين همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي". وأضاف "هناك معارك في عدد من أحياء حلب، إلا أن المعركة الكبرى هي في صلاح الدين". وقال قائد كتيبة "نور الحق" في الجيش السوري الحر النقيب واصل أيوب في اتصال هاتفي من حلب "اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات". وأكد أن الجيش الحر "لم ينسحب من الحي"، مشيرا إلى أن "محاولات التقدم مستمرة في ظل صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان". ولفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن "اشتباكات عنيفة تدور في شارعي العشرة والشرعية في صلاح الدين"، مضيفا أن "الجيش النظامي دمر ثانوية الشرعية بالكامل كما دمر مدرسة القنيطرة التي كانت مقرا لإحدى كتائب الثوار". وأشار المرصد في بيان إلى إن "القوات النظامية تتكبد خسائر فادحة نتيجة المقاومة الشرسة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة لاستعادة السيطرة على الحي". وحصدت أعمال العنف في سورية أمس نحو 58 قتيلا هم 36 مدنيا منهم 14 في مدينة حلب، وستة مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية إثر تدمير آليات واشتباكات في محافظات إدلب وحماة وحمص وحلب. إلى ذلك يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا "استثنائيا" الأحد المقبل في جدة لمناقشة تطورات الوضع في سورية. وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في بيان أمس إن وزراء الخارجية في الخليج سيعقدون اجتماعا استثنائيا بمدينة جدة الأحد المقبل برئاسة السعودية. وتوقعت الأمانة أن يناقش الاجتماع الوزاري، الذي يرأسه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل "التطورات الإقليمية والدولية وبخاصة المتعلقة بالأوضاع في سورية إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالشأن الخليجي". وفي باريس أكدت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا ستنظم اجتماعا وزاريا في مجلس الأمن في 30 أغسطس "خصوصا لبحث الوضع الإنساني في سورية وفي الدول المجاورة". وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة فنسان فلورياني إنه "وعلى الرغم من الانقسامات السائدة في الأشهر الماضية، فإن مجلس الأمن لا يسعه الوقوف ساكتا أمام المأساة التي تشهدها سورية". وتابع فلورياني أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيترأس الاجتماع وهو سيزور الأردن ولبنان وتركيا بين 15 و17 أغسطس في "إطار دعمنا للاجئين السوريين الهاربين من القمع العنيف الذي يمارسه النظام في دمشق".