اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري بدأ امس هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، في وقت بلغت حصيلة القتلى 44 شخصا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يمكننا القول ان الهجوم بدأ»، موضحا ان «اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء» في المدينة. واشار الى «تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة الى حي صلاح الدين» الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين ويقع جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد. واضاف ان هذا الحي «يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار». وتحدث عن «طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات على مداخل الحي الذي يتعرض للقصف»، مشيرا الى «مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور واحياء اخرى». واشار الى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح واشتباكات عنيفة في الحمدانية صباح (السبت) استمرت لنحو ساعتين». من جانبه، افاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي ان «جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين لكن الحمدلله فان ابطال الجيش الحر صدوا الهجوم ودمروا ثماني آليات ومدرعات». واشار العكيدي إلى «وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية». واكد ان معركة حلب «ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميم». وافاد عمر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب ان «آلاف الناس خرجت الى الشوارع في حالة ذعر وسط تحليق منخفض للمروحيات»، وان عددا كبيرا من الاهالي لجأوا الى الحدائق العامة. وقتل في حلب امس ستة مقاتلين معارضين وعشرة من القوات النظامية وجرح العشرات من القوات النظامية، كما اعطبت خمس آليات عسكرية ثقيلة للجيش النظامي، بحسب المرصد. ويتحصن المعارضون المسلحون خصوصا في الاحياء الجنوبية والجنوبية الغربية لحلب. وافادت معلومات جمعها مراسل لفرانس برس ان المعارضين المسلحين لم يشنوا اي هجوم كبير منذ يومين بهدف الابقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي). وقال ان عددا كبيرا من سكان المدينة غادروها بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز. والى قتلى مدينة حلب، سقط في سورية 28 قتيلا آخرين، هم 14 مدنيا وعشرة مقاتلين معارضين، بالاضافة الى اربعة من القوات النظامية. وفي دمشق، اشارت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي كفرسوسة يشهد «حملة دهم واعتقالات في منطقة القاري من قبل قوات الامن والشبيحة». وفي محافظة ريف دمشق، لفت المرصد الى ان قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة معضمية الشام، مشيرا الى وجود نقص في الكوادر الطبية. واضاف ان مدينة قطنا تشهد حملة مداهمات واعتقالات من قبل القوات النظامية، لافتا الى ان بلدة عرطوز تعرضت لقصف بقذائف الهاون والدبابات. من جهتها، اوضحت لجان التنسيق المحلية ان داريا تتعرض الى «قصف عنيف يتزامن مع اغلاق قوات النظام للمشافي وصعوبة الوصول للمشافي الميدانية». وفي حمص، قال المرصد ان احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء. وفي حماة (وسط)، اقتحمت القوات النظامية بلدة كرناز بعد القصف العنيف الذي تعرضت له وبدات حملة مداهمات واحراق منازل، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات في مدينة دير الزور (شرق) حيث يتعرض حيي الحميدية والشيخ ياسين للقصف. وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة» تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي «تحاول اقتحام منطقة اللجاة (في درعا جنوب) باعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات». على الصعيد ذاته حذرت روسيا امس من خطر وقوع «مأساة» في حلب، ثاني مدن سورية، معتبرة في الوقت نفسه انه «من غير الواقعي» تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي «نحن بصدد اقناع الحكومة بان عليها القيام ببعض البادرات الاولى، لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة اخرى على ما افهم فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلك». وشن الجيش السوري امس هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، وسط مخاوف ابدتها دول غربية من تعرض المدنيين للانتقام. وتساءل لافروف «كيف يمكن أن تنتظروا في مثل هذا الوضع أن تكتفي الحكومة ببساطة بالقول حسنا، لقد أخطأت. تعالوا وانقلبوا علي، غيروا النظام».