لن يضطر مزارعو التمور في المدينةالمنورة في هذه الأيام التي تشكل بالنسبة لهم موسم جني الرطب، إلى تخزين التمور في الثلاجات، وتحمل تكاليف ذلك، كما جرت العادة، إذ إن موسم جني الرطب صادف شهر رمضان المبارك لأول مرة بعد أكثر من ثلاثين عاما، مما يقلل على المزارعين تخزين الرطب لتصريفه إلى الأسواق، لأن أهم مواسم بيع الرطب وتوزيعه يتمثل في هذا الشهر. وبين المختصون في زراعة النخيل أن هذا العام سيقلل الاستفادة من تخزين الإنتاج وسيضطر بعض المزارعين إلى التخلي عن ثلاجات التخزين بعد أكثر من 30 عاما لموافقة موسم بيعه في شهر رمضان، ولذا ليس لهم حاجة في تخزينه وبيعه مباشرة في الأسواق فيما يبقي بائعو التمور على عادتهم في تخزين التمور في ثلاجات التبريد لتوزيعه في المواسم الأخرى مثل الحج والأيام التي يندر فيها التمر. وأوضح رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في المدينةالمنورة المهندس حمود الحربي ل"الوطن"، أن ظاهرة جني الرطب وافقت هذا العام في شهر رمضان ويأتي هذا بعد أكثر من 30 عاما وبين المهندس حمود أن تخزين الرطب في الثلاجات لهذا العام لرمضان المقبل يعد فكرة خاطئة، حيث سيكون في شهر رمضان المقبل أيضا موسم حصاد وليست فكرة جيدة الاحتفاظ بالرطب وتحمل مصاريف تخزين، مشيرا إلى انخفاض نسبة تخزين التمور إلى 50 بالمائة، حيث يشرع كثير من المزارعين إلى تصريف إنتاجهم في شهر رمضان وتخزينه لموسم الحج، حيث تصنف المدينةالمنورة ومكة المكرمة من الأسواق التي تمكن المزارعين من تصريف أكبر قدر من إنتاج مزارعهم، وأشار إلى أن بداية شهر رمضان تشهد ارتفاعا طفيفا بأسعار الرطب والتمور ولكن سرعان ما ينخفض سعره في أوساط رمضان وآخره لكثرة الإنتاج وتنوعه في أسواق المدينةالمنورة. وأضاف رئيس الجمعية التعاونية "يضطر بعض المزارعين السعوديين إلى التخلص من إنتاج مزارعهم ببيعه على غير سعوديين أو على سعودي آخر متستر على عمالة وافدة تقوم بجني ثمار النخيل وبيعها بالأسواق والتحكم بأسعارها، وأشار المهندس حمود إلى أن المزارعين يضطرون لتلك الحلول لقلة العمال الممنوحين لهم للعمل في مزارعهم، حيث يرفض أغلبهم تأجير عمالة مخالفة للعمل في مزارعهم فيضطرون مكرهين لبيعه أو تصريفه ولو بطرق أخرى. من جهته أوضح أحد أصحاب أسواق التمور بالمدينةالمنورة توفيق الحربي أن تأجير مخازن التبريد سيشهد انخفاضا هذا الموسم لقلة الطلب في إيجارها والتي كانت تؤجر على أصحاب المزارع وأصحاب أسواق التمور لمدة عام أو أكثر لتخزين التمور والرطب وبيعها في المواسم مثل رمضان والحج، لكن بعد توافق جني الرطب مع فصل الصيف بات استئجار الثلاجات محدودا وربما تؤجر لمدة ثلاثة أشهر فقط. فيما بين أحد أصحاب محلات التمور في المدينةالمنورة فهد الصاعدي أن بائعي التمور لهذا العام هم من سيبقون على إيجاراتهم لثلاجات التبريد بينما يتم تصريف الرطب من قبل المزارعين مباشرة في حراج التمور وبيعه أحيانا إلى جدة مثلا للحصول على مبلغ أكثر. وبين الصاعدي أن إيجار الثلاجات يتراوح ما بين 30 إلى 40 ألف ريال للعام الواحد بحسب المساحة، ويخزن فيها بائعو التمور منتجات التمور لبيعها في المواسم. يذكر أن اجتماعا نظمته إدارة الجمعية التعاونية الزراعية في المدينةالمنورة مع المزارعين حول حماية منتجات المدينة من التمور وحول إنشاء سوق خاص بالتمور بين المزارعين، وتضمن الاجتماع على أن حل مشكلة عدم توفر العمالة المدربة وتحسين وضع السوق المركزي للتمور وأساليب التسويق الزراعي وهي كلها عناصر متلازمة تمثل أهم مخرج للمأزق الاقتصادي للقطاع الزراعي بالمنطقة، وكذلك استمرار شكوى المزارعين وتذمرهم من ارتفاع رسوم الدلالة التي قد تزيد عن 10%، وطول مدة حصولهم على مستحقاتهم لدى الدلالين التي قد تصل إلى عامين. ويطالب المزارعون بإصدار قرارات صارمة وحاسمة للعمل في سوق ودلالي المدينةالمنورة أسوة بباقي مناطق المملكة وألا تزيد المدة المؤجلة عن 3 أشهر. وطالب المزارعون بمنطقة المدينة بتمكين الجمعية التعاونية الزراعية بالمدينة من ممارسة نشاط التسويق والتحريج النقدي على منتجاتهم وحث أمانة المنطقة على تنفيذ الأمر السامي الكريم المتضمن (دعم الجمعيات التعاونية للقيام بمهماتها وتفعيل دورها في مجال التسويق من خلال تخصيص أماكن لها في أسواق الخضار والفاكهة التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية بأجور تشجيعية لاستخدامها في تسويق منتجات أعضائها)، وأهمية دعم مقام الإمارة والأمانة والزراعة لإنشاء سوق مركزي للتمور بمنطقة المدينةالمنورة يراعي متطلبات النمو المتزايد لعملية إنتاج وبيع التمور بالمنطقة، وتفعيل دور لجنة السعودة والأمانة للحد من العمالة الوافدة في أسواق التمور والخضار والفاكهة. مزارعون: مهرجان الأحساء للنخيل والتمور سابق لأوانه الهفوف: عدنان الغزال اعتبر مزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء الزراعية، أن مهرجان "الأحساء للنخيل والتمور" الذي تعتزم أمانة الأحساء بالتعاون مع هيئة الري والصرف في الأحساء، وغرفة الأحساء إقامته تحت شعار"الأحساء .. للتمور وطن"، في ال 14 من شهر شوال المقبل ويستمر لمدة 30 يوما، سابق لأوانه، وأن توقيت انطلاقته يتزامن مع بواكير جني "صرام" محصول التمور وينتهي المهرجان قبل جني أكثر من ثلث المحصول. وعلى الرغم من ذلك، إلا أنهم باركوا خلال حديثهم إلى "الوطن" جهود أمانة الأحساء في تنظيم المهرجان في نسخته الأولى، الذي يهدف للعودة بالأحساء إلى موقع الريادة التاريخي للتمور، وجاءت فكرته لدعم هذه الشجرة التي ارتبط بها مجتمع الأحساء ارتباط وثيقا، ولحجم إنتاج المنطقة الكبير من التمور، والعمل على تطوير آليات تسويقه وتصنيعه، بما يخدم المزارع الأحسائي. ودعا شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي، اللجان التنفيذية في المهرجان بضرورة إعادة النظر في توقيت انطلاقة المهرجان في النسخ المقبلة، مقترحا انطلاقته خلال شهر ربيع الآخر إلى قبيل شهر رجب من كل عام، مبينا أن كثيرا من المزارعين وتجار التمور منشغلون خلال شهر شوال المقبل في صرم "البواكير" من صنف الرزيز، ويعقبه صنف الشيشي، علاوة على العمل على تلبية حجم الطلبات المتزايدة من المستهلكين، إذ إن جميع المزارعين في الأحساء في حالة استنفار قصوى، فالجميع منشغلون بأعمال الصرام والتنظيف والتعبئة خلال فترة المهرجان، وذلك في ظل النقص الواضح في الأيدي العاملة، وأن كامل الكميات التي يتم صرمها خلال فترة المهرجان مباعة، ومحجوزة لتجار محليين وخارجيين، وأنه يفترض انطلاقة المهرجان عقب انتهاء موسم الصرام، حتى يكون المزارع متفرغا للمهرجان، وعندها يحرص المزارع على التفاعل بشكل إيجابي مع برامج المهرجان المختلفة، دون أن تزاحمه أعمال أخرى، وبالتالي يحقق المهرجان الهدف المرجو منه، وهو العمل على تسويق جميع الكميات المتوفرة. وأبان أنه شارك في عدة مهرجانات للتمور في مختلف دول العالم، وجميع تلك الدول نفذت مهرجاناتها بعد موسم الجني بفترة زمنية كافية، وحظيت بتجاوب المزارعين فيها، وكذلك حظيت بزيارة الكثير من التجار الخارجيين، حيث إن التاجر أو المستثمر الخارجي يصعب عليه الحضور للمهرجان ويترك منطقته، لا سيما وأن موسم جني التمور متزامن في معظم دول الخليج وبعض الدول العربية. وأضاف أن فترة "صرام" التمور تمتد حتى نهاية شهر نوفمبر المقبل، وأن فترة المهرجان ستستقبل كميات قليلة من تمور صنف "الخلاص"، وهو الصنف الذي يعول على تسويقه، كونه أجود أنواع التمور في واحة الأحساء الزراعية، ويحظى بقبول الكثير من المستهلكين في مختلف دول العالم، مشددا على ضرورة أن يستفيد من جميع فعاليات المهرجان المزارع الأحسائي والسمسار الأحسائي، والمرأة الأحسائية، والشاب الأحسائي. وبدوره، أوضح رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان مدير العلاقات العامة والإعلام في هيئة الري والصرف بالأحساء فرحان العقيل، ل "الوطن" أن التوقيت مناسب ويتزامن مع بداية الموسم الفعلي للتمور في الأحساء، مبينا أنه في حال نجاح المهرجان، قد يتم تمديده لفترة زمنية أطول تستوعب معظم المحصول، لافتا إلى أن الهدف من المهرجان هو بناء قاعدة من العمل تعيد لتمور الأحساء مكانتها وحضورها التاريخي العريق، لتحقيق جملة من المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن المهرجان سيعمل على تنظيم السوق، ومراقبة الأسعار، ووضع ضوابط لجودة التمور الموردة للسوق، بجانب استقطاب المستثمرين من مختلف دول العالم، ليكون هذا المهرجان بذرة لمستقبل واعد لتسويق التمور في الأحساء بما يخدم المزارع الأحسائي، لافتا إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان، اشترطت توريد التمور في كراتين ورقية جديدة سعة 10 كيلو غرام. وشدد على أن المهرجان سيشهد تنظيم السوق بصياغة جديدة ل "الدلالة"، وعرض التمور والحرص على تصنيفها وفقا لمستويات الجودة، وكذلك تطبيق نظام العبوات الجديدة لنقل وتداول التمور، وكذلك طرق دخول وخروج سيارات الباعة من وإلى السوق، وكذلك موقع الفعاليات الشعبية المصاحبة، وأماكن وضع البسطات، وعرض أصناف التمور، مؤكدا أن رؤية المهرجان وتحقيق أهدافه في تفاعل الجمهور، وضمان العائد على المزارعين وعموم سوق التمور المحلي.