أثر ارتفاع درجة الحرارة على سرعة نضج تمور المدينةالمنورة، فيما تأثر مخزون الموسم الماضي بتدني مبيعاته حيث ما زالت المخازن مليئة بانتاج العام الماضي, ويحاول الكثير من التجار تصريفها لتخزين الإنتاج الجديد مما أدى الى انخفاض اسعار الانتاج القديم، فيما سيتم تداول انتاج هذا الموسم في آخر رمضان وبداية شوال، ومن المتوقع ان ترتفع اسعارها مقارنة بمخزون العام الماضي. محمد الرويس وقال رئيس الجمعية التعاونية الزراعية المهندس حمود بن عليثة الحربي: إن حجم إنتاج تمور المدينةالمنورة هذا العام جاوز 250 ألف طن من حوالي 3.5 ملايين نخلة, وتحظى الروثانة والربيعة بخصوصيتها كرطب على مستوى المملكة بينما تتصدر العجوة والعنبرة قمة هرم التمور وتأتي أنواع البرني والصفاوي في مقدمة تمور التصنيع. عبدالحميد الحليبي واضاف أن ارتفاع درجة الحرارة هذا العام أثر على سرعة النضج إلا أنه لم يؤثر على الجودة، مشيرا الى أن الأسعار تأثرت بتدني مبيعات العام الماضي التي ما زالت تملأ المخازن, ويحاول التجار تصريفها لتخزين الإنتاج الجديد مما أدى إلى انخفاض كلي في أسعار التمور المخزنة. وتوقع الحربي أن يتم تسويق تمور هذا العام آخر رمضان وبداية شوال بأسعار جيدة مقارنة بانتاج العام الماضي، مشيرا الى ارتفاع حجم المبيعات حيث يعد سوق المدينة البوابة الرئيسة لتسويق 40% من تمور المملكة في حين لا تتجاوز الصادرات 10% من الإنتاج الكلي. واوضح الحربي أن مبيعات مهرجان التمور العام الماضي تجاوزت 200 مليون ريال, ويتوقع أن تتضاعف المبيعات هذا العام في ظل زيادة أعداد المعتمرين والحجاج القادمين من خارج المملكة والذين تراجع عددهم العام الماضي، بسبب المخاوف من إنفلونزا الخنازير. تأكيدات على وفرة الإنتاج في الخرج وأشار الحربي إلى أن رمضان لا يمثل موسما جيدا لتمور المدينة حيث لا يتجاوز حجم الاستهلاك 100 الف طن من مجموع مليون طن تنتجها المزارع سنويا، فيما يمثل موسما العمرة والحج الفترة الذهبية التي عادة ما تنقذ السوق من الركود. واضاف حمود أن صادرات التمور تأثرت إيجابا بكثافة البرامج الإرشادية التي تعدها وتنظمها فروع وزارة الزراعة مؤملا أن تشارك وزارة التجارة في برامج مخصصة لتنمية الصادرات من التمور, وإيجاد حلول لأسعار الشحن والنقل البري والجوي. وفي محافظة الخرج توقع متعاملون في السوق أن يشهد هذا العام وفرة في كميات التمور وانخفاضاً في معدلات الأسعار نتيجة كثرة العرض خلال الأسابيع المقبلة ووفرتها، ومن المنتظر أن يبلغ إنتاج التمور في الخرج للموسم إنتاجية عالية بسبب دخول مزارع جديدة على خط الإنتاج، الذي يغطي اكثر من 50% من أسواق منطقة الرياض فيما يتم تسويق الباقي في المنطقة الشرقية ومنطقة مكةالمكرمة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي. وبحسب حمد الخالدي "صاحب مصنع تعبئة التمور" فان حجم الانتاج يقدر بأكثر من 100 ألف طن من الخلاص ونبوت سلطان والشيشي ونبوت سيف والبرحي والصقعي والسلج وغيرها، مشيرا الى أن الاقبال على مصانع التعبئة من قبل المزارعين الراغبين في تعبئة تمورهم بطرق حديثة كبير جدا، ومن المتوقع ان تمتد مواعيد استقبال التمور هذا الموسم إلى نهاية رمضان. ويؤكد متعاملون في مصانع تعبئة التمور تميز الإنتاج هذا العام بجودة المحصول قياساً بالموسم الماضي نتيجة خلوه من الأمراض والأوبئة. وتوقع محمد بن صالح الرويس" تاجر تمور" ان يكون حجم الإنتاج لهذا العام أكثر بنسبة 50% عن العام الماضي لدخول مزارع جديدة، مؤكدا صعوبة الحصول على رقم تقديري للإنتاج لا سيما ان بوادر الإنتاج تشير إلى وفرة وجودة في المحصول، بسبب ارتفاع مستوى الوعي بقيمة المنتج النهائي وأهميته لدى المستثمر وأشار الرويس الى أن أسعار التمور تعتمد على جودة المنتج والعرض والطلب والصنف، متوقعا انخفاض أسعار الخلاص من النوعية المتوسطة والصغيرة بنسبة تتراوح بين 10 و20% لارتفاع أعداد النخيل من هذا الصنف التي تدخل السوق لأول مرة. وقال: سيكون هناك فائض في المنتج تزيد عن حاجة استهلاك سكان المملكة مما يعرض الانتاج الى الكساد ويساهم في استمرار انخفاض الاسعار مما يسبب انتكاسة للمزارعين، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بتسهيل ودعم التصدير وتقديم تسهيلات للعمالة الوافدة بمنح وزن إضافي مجاني لكل 20 كجم تمور للمسافرين وإعطاء كبار منتجي وتجار التمور تسهيلات مالية بنكية خاصة بتصدير التمور، وإقامة المهرجانات الخاصة بالتمور في الأوقات المناسبة وفي المدن والمحافظات المنتجة. ويؤكد المزارع محمد علي النويبت ان إنتاج التمور لهذا العام أفضل بكثير من العام الماضي وستشهد الأسواق وفرة في التمور وكذلك انخفاضا في الأسعار، مشيرا الى ان (الخلاص ونبوت سلطان والشيشي ونبوت سيف والبرحي والصقعي والسلج) هي الاكثر تسويقا. وفي الأحساء توقع شيخ سوق التمور في المحافظة عبدالحميد الحليبي انخفاضا في انتاج التمور هذا العام بنسبة 25% مقدراً حجم الاستهلاك بنحو 500 طن فقط مع ارتفاع طفيف قرب شهر رمضان، فيما يصل إنتاج الاحساء هذا العام نحو 90 ألف طن مقارنة بنحو 125 ألف طن العام الماضي. ورجح الحليبي أن تكون أسعار هذا العام مماثلة للسنة الماضية، مشيراً إلى أن الأسعار كانت بمعدل 1000 ريال للمن الواحد، وهذا سعر زهيد ويمثل خسارة كبيرة على الفلاح، وعزا انخفاض أسعار التمور في محافظة الاحساء إلى دخول التمور المستوردة من دول الخليج، منبها الى دخول تمور خام من الخارج ثم تعبأ في الاحساء ويكتب عليها "خلاص الاحساء" وهي ليست كذلك، مطالبا بالتدخل السريع للقضاء على هذا الغش، من خلال اصدار قانون يلزم دخول المستورد معبأ ومكبوسا بوزن كيلو واحد أو اثنين ومختوم على البلاستيك مصدره.