زمن عجيب علت فيه أصوات الأذناب، عديمي الضمير، منكري الإحسان، مجانبي العدل والإنصاف، يرمون بأحجارهم النجسة في بئر مياهها طاهرة شربوا منها، ونمت أجسادهم من خيراتها، أتوها حفاة، فحملتهم وكرمتهم، وجعلتهم في أماكن لايحلمون بها، فأنكروا ذلك بين عشية وضحاها، وأطلقوا ألسنة شدادا، أشحة على الخير تبدي ما أخفوه في صدورهم من حسد وحقد دفين، قبحهم الله وأخرس ألسنتهم، وجعل شرهم في نحورهم، وأنكبوا على وجوههم داخرين، جزاء نكران الجميل وتناسي الإحسان، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!. أيها الحاقدون.. أصواتكم كنعيق غربان لا تتجاوز حناجركم الملوثة، لا ينقلها الأثير ولا تصغي لها الآذان، هراء في هراء لا تسمن ولا تغني من جوع. موتوا بغيظكم فلن تخرقوا الأرض، ولن تبلغوا الجبال طولا، هشيم تذروه الرياح، لا أثر يبقى، ولا تأثير يذكر، موتى وأنتم أحياء، بئس الحال وسوء المنقلب.. وعليكم ما تستحقون أعداء مملكة الخير والعطاء، أمثال القرد الجاحد ومن على شاكلته وينطبق عليكم المثل القائل:«يداك أوكتا وفوك نفخ».