اضطرت أعمال العنف التي تشهدها بعض مدن ولاية شمال دارفور الجيش السوداني لإعادة انتشاره بصورة واسعة داخل وحول مدينة كتم على خلفية اشتباكات قوية اندلعت بين الجيش ومسلحين متمردين. وتفجرت الأوضاع بعد اغتيال معتمد محلية الواحة بشمال دارفور الذي ينتمي إلى قبيلة المحاميد العربية المعروفة بصلاتها بمليشيات الجنجويد. وشهد مخيم (كساب) للنازحين الذي يأوي نحو 300 ألف نازح توتراً بالغاً إثر اندلاع مواجهات قبلية على خلفية مقتل المعتمد، مما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى. وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة الصوارمى خالد سعد أن انتشار القوات المسلحة بالمدينة يجيء عقب الأحداث الأخيرة، منوهاً إلى أن بعضا استغل الأحداث للقيام بأعمال فوضى ونهب للمحال التجارية. مما دعا الجيش للتدخل وإعادة الأمن والاستقرار، كاشفاً عن مصرع وإصابة 4 من قوات الجيش أثناء تعاملها مع مثيري الشغب بسوق المدينة، مؤكدا استقرار الأوضاع حالياً. إلى ذلك وافقت الحكومة السودانية على السماح بدخول المساعدات إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون في ولايتين حدوديتين حيث تقول منظمات إنسانية إن المدنيين أضحوا عرضة لمجاعة وشيكة بسبب القتال. وقال الاتحاد الأفريقي إنه رعى الاتفاق بين السودان وقطاع الشمال بالحركة الشعبية للسماح بدخول المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. حيث تؤكد الأممالمتحدة أن نحو نصف مليون شخص نزحوا من ديارهم بسبب القتال وحذرت الولاياتالمتحدة وجماعات إغاثة إنسانية من وقوع مجاعة في المنطقة. وقال رئيس الوفد السوداني كمال عبيد في المحادثات التي أجريت بأديس أبابا إن بلاده وافقت على وقف محدود لإطلاق النار في بعض المناطق التي يسيطر عليها المتمردون كخطوة أولى للسماح بمرور المساعدات. ولم يقدم عبيد تفاصيل لكنه قال إن المساعدات ستوزع تحت إشراف دقيق وسيكون لقوات الأمن السودانية حق تفتيش الشحنات والموافقة على الموظفين الذين يقومون بتسليمها. وشدَّد على أن الخرطوم لن تنفِّذ الاتفاق الذي يسمح بتصدير النفط من دولة الجنوب عبر أراضي الشمال إلا بعد تنفيذ اتفاق أمني شامل يحظر أي علاقات بين جوبا والمتمردين الشماليين كافة.