تدهورت الأوضاع الأمنية في مناطق واسعة من إقليم دارفور، وتصاعدت وتيرة القتل والعنف والحملات الانتقامية ما بات يهدد بخروجها عن السيطرة. وقال مسؤول أممي ل «الحياة» أمس في الخرطوم إن الأسابيع الماضية شهدت أعمال عنف واسعة راح ضحيتها العشرات من المدنيين، وإن وتيرة «عمليات العنف متصاعدة بمعدلات تدعو إلى القلق»، موضحاً أن نحو عشرين مدنياً يقتلون بصورة يومية في مناطق مختلفة دارفور وهو المعدل الذي بلغه الإقليم في ذروة المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والمتمردين في العام 2004. وحذّر من الحملات الانتقامية التي باتت تتكرر أخيراً وآخرها ما شهدته مدينة كتم في ولاية شمال دارفور الأسبوع الماضي عقب مقتل محافظ منطقة الواحة وسائقه وسط سوق المدينة، وقيادة مسلحين حملة انتقامية راح ضحيتها نازحون ورجال شرطة. وتحدث عن التظاهرات في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والتي راح ضحيتها 12 شخصاً رمياً بالرصاص، وعن استمرار عمليات الخطف والنهب المسلح والقتل بصورة يومية في ولايات دارفور الخمس. وقال رئيس السلطة الإقليمية في دارفور التجاني السيسي إن الأوضاع تفاقمت في محلية كتم عقب حادثة اغتيال محافظ المحلية، موضحاً أن المنطقة أصبحت ساحة للسلب والنهب ما أدى إلى تدخل القوات المسلحة لإعادة الأمن والاستقرار في أعقاب مقتل عدد من النازحين وإحراق مخيم كساب للنازحين. ودان السيسي الأحداث التي شهدتها مدينتا نيالا وكتم واعتبرها سلوكاً غير حميد، وقال إن كل من يثبت تورطه في هذه الأحداث سيحاكم. ونفذ الجيش السوداني عملية انتشار واسعة داخل وحول مدينة كتم في ولاية شمال دارفور. وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن التطورات الأخيرة في المنطقة دفعت الجيش إلى التدخل وإعادة الأمن والاستقرار. وأعلن مقتل اثنين من القوات الحكومية وإصابة اثنين آخرين أثناء قيامها بالتعامل مع من وصفهم ب «المتفلتين» الذين أثاروا الشغب في سوق المدينة. من جهة أخرى، اتهم جنوب السودان المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب السودان المجاور في المفاوضات الأخيرة بينهما في ملفات النفط وترسيم الحدود والأمن. وقال كبير مفاوضي الجنوب باقان اموم في مؤتمر صحافي في جوبا إن انحياز المجتمع الدولي إلى الخرطوم كان واضحاً. إلى ذلك كشف تقرير صحافي أميركي أن رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميادريت اعترف بتقديم بلاده دعماً عسكرياً ولوجستياً لمتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين للجنوب، وأنه قدم خطاب اعتذار رسمياً إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما لإنكاره ذلك مرتين.