أسفر هجوم إرهابي نفَّذه انتحاري تابع لتنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوب اليمن، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد أسابيع من التحركات السرية لمسلحي "أنصار الشريعة"، المرتبطة بالتنظيم في مناطق نائية في المحافظة. وقالت مصادر رسمية إن الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، في مجلس عزاء أوقع 45 قتيلاً وألحق إصابات بحوالي 40 آخرين أكثرهم من مقاتلي اللجان الشعبية الذين شاركوا في وقت سابق قوات الجيش في دحر التنظيم؛ فيما قتل 4 من المتشددين في غارة جوية استهدفت سيارتهم في طريق صحراوي بمحافظة حضرموت. وأكدت المصادر أن التفجير وقع داخل صالة شرق مدينة جعار، حيث احتشد عشرات المدنيين ورجال القبائل ومقاتلو اللجان الشعبية والمسؤولون المحليون للمشاركة في مراسم عزاء، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا ، بينهم ضباط في الجيش ومسؤولون محليون، مشيرة إلى أن عدداً من الجرحى في حال حرجة. ووصف وكيل محافظة أبين أحمد الرهوي الهجوم بأنه "مذبحة"، وقال في تصريحات صحافية "ما حدث كان مفجعاً وكارثياً، وواجهنا صعوبات في نقل جثث الضحايا نظراً لعدم توفر سيارات الإسعاف، الأمر الذي ضاعف عدد الضحايا، كما لم تتمكن بعض المستشفيات من استقبال العدد الكبير من المصابين". وكان انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً قد فجَّر نفسه وسط المعزين، مستهدفاً قتل أكبر عدد من مقاتلي اللجان الشعبية الذين توافدوا إلى الصالة للمشاركة في مراسم عزاء أقامتها اللجان الشعبية لأحد ضحاياها الذين قتلوا في مواجهات مع مسلحي التنظيم مؤخراً بحضور قادة ومقاتلين من أعضاء اللجان فضلا عن حضور مسؤولين محليين. وقال قادة في اللجان الشعبية إن الانفجار كان قوياً وتطايرت أشلاء القتلى في أرجاء المكان؛ فيما نجا رئيس اللجان الشعبية عبد اللطيف السيد من الحادث الإجرامي بأعجوبة، وتولى مقاتلو اللجان نقل الجرحى إلى مستشفيات عدن وأبين. وخضعت مدينة جعار لسيطرة مسلحي القاعدة لعدة أشهر قبل أن يحررها الجيش الذي دمر أكثر معاقل مسلحي التنظيم وأرغمهم على الانسحاب من المدينة، غير أن الانفجار أشاع مخاوف واسعة في صفوف السكان خشية عودة مظاهر الانفلات الأمني التي كبدتهم خسائر فادحة خلال الشهور الماضية. على صعيد آخر عاودت المقاتلات اليمنية والطائرات الأميركية من دون طيار شن غاراتها على أهداف متحركة لتنظيم "القاعدة" في مناطق مختلفة من البلاد، حيث استهدفت إحدى هذه الغارات سيارة كان يستقلها 4 من مسلحي التنظيم في مدينة القطن بمحافظة حضرموت، مما أدى إلى مقتلهم جميعاً وتدمير السيارة.