قتل 30 شخصا على الأقل، وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح، في هجوم انتحاري استهدف، السبت، مجلس عزاء في مدينة جعار بمحافظة أبين جنوبي اليمن، كما أعلن المحافظ جمال العاقل. وقال العاقل، بحسب ما نقل عنه موقع وزارة الدفاع اليمنية، إن "الاعتداء الإجرامي الغادر والجبان أدى حسب المعلومات الأولية إلى سقوط 20 شهيدا وعشرين جريحا من الذين كانوا حاضري العزاء". وأضاف: "يجري حاليا التحقق من عدد الضحايا ومعرفة أسمائهم، ونقل المصابين إلى المستشفيات للعلاج، وكذا التحقق من هوية الإرهابي منفذ الهجوم". وكانت حصيلة سابقة أوردها مسعفون وشهود عيان لوكالة "فرانس برس" تحدثت عن سقوط ثمانية قتلى وأكثر من عشرة جرحى في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء أقامه قائد اللجان الشعبية (التابعة للجيش) في جعار. وقال أحد شهود العيان للوكالة إن "انتحاريا تسلل إلى مجلس عزاء في حي الري في جعار أقامه عبد اللطيف السيد، قائد اللجان الشعبية (التابعة للجيش) بجعار لابن شقيقه، وفجر نفسه وسط المعزين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى نقلوا على أثرها إلى مستشفى الرازي". وقال مسعف لفرانس برس: "هناك ثمانية قتلى وأكثر من عشرة جرحى قمنا بنقلهم إلى مستشفى الرازي والعدد مرشح للزيادة"، مضيفا أن "جثث القتلى تناثرت في المكان بصورة وحشية". وقال شاهد عيان آخر، وهو من سكان جعار لفرانس برس إن "الانتحاري ينتمي إلى تنظيم القاعدة"، مؤكدا أن "التنظيم يحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينة". ونقل موقع وزارة الدفاع "26 سبتمبر" أيضا عن مدير مديرية خنفر الشيخ ناصر عبدالله المنصري، أن "الهجوم استهدف العزاء بوفاة ابن هاشم عارف السيد، ابن شقيق عبد اللطيف السيد، رئيس اللجان الشعبية بمحافظة أبين". وأضاف أن "من بين الشهداء عارف السيد وعبد السلام السيد شقيقا عبد اللطيف السيد"، مؤكدا أيضا "سقوط عشرات الجرحى من اللجان الشعبية والمواطنين". وفي يونيو، سيطر الجيش اليمني على مدينتي جعار، وزنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منهما تحت وطأة هجوم واسع النطاق شنته القوات الحكومية ضد متشددي "أنصار الشريعة" الذين سيطروا عليها نحو عام كامل. وكان هذا التنظيم استغل ضعف السلطة المركزية، بسبب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز سيطرته على مناطق في شرق اليمن وجنوبه. إلا أن الجيش تمكن في أعقاب هجومه الواسع في محافظة أبين من طرد مقاتلي التنظيم من معاقله الرئيسية في هذه المحافظة. ويحاول عناصر القاعدة إعادة تجميع صفوفهم في المحافظات المجاورة لأبين، إلا أن السلطات تطاردهم باستمرار. مقتل 5 من القاعدة وفي هذا السياق، قتل 5 عناصر من تنظيم القاعدة، السبت في غارة شنتها طائرة بدون طيار، أميركية على الأرجح، استهدفت سيارة في بلدة بمحافظة حضرموت شرق اليمن، كما أفاد مسؤول محلي لوكالة "فرانس برس". وقال المسؤول للوكالة، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن "طائرة بدون طيار أطلقت صاروخين على سيارة لاند كروز في قرية عرض الهبوع القريبة من الجبل المطل على مدينة القطن، ما أدى إلى مصرع جميع من كانوا على متن السيارة، وهم خمسة من أعضاء القاعدة". وأضاف: "أنا شخصيا شاهدت 5 قتلى من القاعدة داخل السيارة". وذكر شهود عيان أن "أفراد الشرطة هرعوا إلى المكان ومنع السكان من الاقتراب". وشنت الولاياتالمتحدة خلال الأشهر الماضية غارات محددة الأهداف على تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، استهدفت قيادات وعناصر منه في جنوب اليمن وشرقه.