قتل 57 شخصاً وجرح 43 على الأقل، في محافظة أبين اليمنية (جنوب)، في تفجير نفذته جماعة «أنصار الشريعة»، الذراع العسكرية لتنظيم «القاعدة» في اليمن، بواسطة عبوتين ناسفتين زرعتا في مجلس عزاء ليل السبت، لأحد رجال القبائل المنضوين في «اللجان الشعبية» الموالية للجيش، كان سقط في مواجهات مع التنظيم بالقرب من مديرية جعار قبل يومين. وأكدت ل «الحياة» مصادر أمنية ومحلية في مديرية جعار بمحافظة أبين أن التفجير تم بواسطة عبوتين على الأقل تم زرعهما في موقعين متقابلين في مجلس العزاء وتفجيرهما عن بعد، في وقت كان المعزون يتوافدون بالعشرات. ونفت المصادر أن يكون انتحاري فجر نفسه في مجلس العزاء، وقالت إن «القاعدة» خطط للعملية ونفذها من خلال مسلحيه الذين يخوضون مواجهات شبه يومية في مناطق متفرقة من أبين مع قوات الجيش ورجال القبائل، بهدف استعادة السيطرة على بعض المناطق، وللإعلان عن عودة التنظيم إلى المحافظة بعد شهرين على حملة للجيش أخرجتهم منها ومن مناطق مجاورة في محافظة شبوه، وسمحت للسلطات بإعلانها في 12 حزيران (يونيو) الماضي «محافظة خالية من القاعدة». وأشارت المصادر نفسها إلى أن عدداً من المسؤولين المحليين العسكريين والأمنيين كان موجوداً في مجلس العزاء المستهدف بالتفجير، اضافة إلى قادة بعض «اللجان الشعبية»، وإلى أن بين المصابين ثلاثة من مرافقي وكيل المحافظة أحمد الرهوي الذي نجا مع زعيم «اللجان» في جعار عبد اللطيف السيد الذي أصيب وقتل اثنان من أشقائه. وفي حين قالت هذه المصادر أن ثلاثة من ضباط الجيش والأمن بينهم قائد كتيبة برتبة مقدم قتلوا في الحادث، أكدت أن «أنصار الشريعة» يعيدون ترتيب مواقع لهم في عدد من مديريات أبين. ولمحت إلى مخاوف السكان من عودة الأوضاع في المحافظة إلى ما كانت عليه قبل أن يحررها الجيش، خصوصاً أن المسلحين المتشددين يشنون هجمات مباغتة وموجعة على النقاط العسكرية والأمنية فيها. كذلك تتعرض لهجمات انتقامية قبائل «اللجان» التي لعبت دوراً مهماً في إخراج «القاعدة». وأوضحت أن التنظيم الإرهابي شن خلال شهرين عشرات الهجمات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من قوات الجيش والأمن. وفي محافظة حضرموت، قال مسؤول محلي إن طائرة أميركية بلا طيار أطلقت صاروخاً على سيارة تقل متشددين ما أسفر عن مقتل ركابها الثلاثة الذين لم تعرف هوياتهم.