يعتبر مختصون شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين، وبداية لبرنامج العلاج عبر جلسات دورية يسجل فيها المدخن، حيث أوضح رئيس عيادة مكافحة التدخين بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد المقهوي أن شهر رمضان من المواسم التي يكثر فيها الإقلاع عن التدخين، مرجعا ذلك كون الشهر الفضيل يقرب المرء فيه من ربه، وتزداد إرادته ورغبته في ترك ما يضره، ومن جانب آخر فشهر رمضان يعتبر شهر التغيير في حياة كثير من الناس، ومن أكثر العادات التي يرغب الناس عامة، أو المدخنون خصوصا في تركها هي عادة التدخين. وأضاف "ننصح المدخن بأن يشتغل طول فترة توقفه عن التدخين خلال النهار ليستمر كذلك خلال الليل، وعليه الحرص بالمباعدة بين فترات التدخين بين كل سيجارة وأخرى، فبدل أن يدخن كل 2-3 ساعات مثلاً يحاول أن يتدرب على جعلها كل 5 ساعات، وهكذا حتى تنتهي الرغبة الملحة لديه بالتدخين". وأشار المقهوي إلى أن "العيادة تستقبل عددا كبيرا من الاستفسارات حول كيفية الإقلاع عن التدخين، حيث تسجل العيادة شهريا (50-70) حالة ما بين مراجع يتابع برنامج العلاج، وبين مسجل جديد يرغب في الاستفسار عن العلاج، وبالنسبة لشهر رمضان فأغلب المراجعين يسألون عن كيفية التسجيل في البرنامج للبدء في العلاج بعد انتهاء الشهر، وذلك لصعوبة التردد على العيادة في رمضان لضيق الوقت، وانشغال المراجعين بأعمالهم". وأكد المقهوي أن "الشخص المعتاد على التدخين بشكل مستمر قد يواجه صعوبة في ترك التدخين في نهار رمضان، خاصة في الأيام الأولى، لكن هذا لا يعني أن هذه الصعوبة لا يمكن التغلب عليها ومقاومتها، فالقدرة لدى الشخص على الإقلاع موجودة، لكن يحتاج إلى مزيد من الإرادة". وقال "من هذه الصعوبات التي قد تمر على المدخن التشوق والتفكير بالسيجارة، لذلك ننصحه بإشغال نفسه بالسواك، وبالتنفس العميق، وممارسة الاسترخاء، والذهاب للأماكن المفتوحة، واستنشاق الهواء المنعش، وهذه الصعوبات وغيرها يمكن للمدخن التغلب عليها إذا قرر ذلك وصاحب قراره إرادة عالية". وأضاف أن كثيرا من المدخنين يعانون من تغير في المزاج، إضافة إلى التوتر، وضعف التركيز، مما يؤثر على سير أعمالهم وإنتاجيتهم، ولكن هذه الحالات لا تلبث أن تزول مع الوقت، ويتحسن أداء العاملين مرة أخرى. وذكر المقهوي أن المدخن الشره قد يتراوح ما يستهلكه من سجائر من علبة إلى علبتين، وهو ما يعادل 20-40 سيجارة ، بينما متوسطو التدخين لا يتجاوز استهلاكهم نصف علبة سجائر، أي ما يعادل 10-15 سيجارة في اليوم.