هنالك بعض الشكوك تدور حول الحزب الديمقراطي وإدارة بايدن، حول أن لهم يدا في انتصارات حركة طالبان بأفغانستان، فهؤلاء الديمقراطيون لديهم سوابق كثيرة، خاصة فيما سمي بالفوضى الخلاقة. ولكن ظهر بعض المتلونين والمتحمسين مع الخيل يا شقرا، وقاموا يطنطنون ويرقصون فرحاً بهذه الانتصارات، أو كما أسموها تحرير بلاد المسلمين وطرد الاحتلال. الطنطنة وهذا الفرح أمر غريب، أن يحدث الآن تحديدا وذلك بعد أن قطعنا شوطاً في التنوير الفكري، واتساع أفق الرؤية، عبر استخدام العقل والمنطق، وبعد هذا كله يظهر لنا الآن من تنطلي عليه ألاعيب الإعلام والسياسة، ويصدقها مستخدما بذلك عاطفته وليس عقله. كان صدام ووزير إعلامه الصحاف ونائبه طه ياسين، قبل سقوط نظامهم يطنطنون بالإعلام، وكان كثيرون من العامة يصدقونهم ويتحمسون مع طنطنتهم، بل ووصل بهم الأمر إلى أن يصدقوا أن فلاحاً عراقياً ببندقية صيد أسقط طائرة آباتشي أمريكية!!. وكذلك كان بن لادن وربعه يطنطنون بالإعلام بتصاريحهم، بأن أمريكا لن تنعم بالسلام، وكان هنالك من يصدقهم ويروج لطنطنتهم، وكان زعماء حركة طالبان والقاعدة يرددون بأن الويل للجيش الأمريكي، إذا نزل لساحات القتال البري، وظهر أيضاً من صدقهم، وبعد هذا أمريكا نعمت بالسلام، ونزل الجيش الأمريكي لساحة القتال البري، وحاس عناصر القاعدة وطالبان، وقاموا يتصيدونهم في كهوف تورا بورا. الطنطنة ما هي إلا طنطنة! فكل خبر أو حدث عند تحليله يوضع في قياس ميزان العقل والمنطق، لا بالعاطفة والطنطنة، لذا فإن انتصارات طالبان ليست انتصارا للدين ولا طردا للمحتل، لأن الدين قائم بتعاليمه السمحة وبمكارم الأخلاق، والمحتل خرج بمحض إرادته، فلهذا قد تكون هذه الانتصارات طبخت على طاولة العم سام، أو تكون لا سمح الله نذير حرب أهلية في أفغانستان.