واصلت القوات الأميركية والأفغانية أمس، لليوم الثاني على التوالي شن هجومها الواسع على حركة "طالبان" وتنظيم"القاعدة"في جبال تورا بورا في ولاية ننغرهار شرق المحاذية للحدود مع باكستان، من دون ان ترشح معلومات عن حصيلة العمليات او الخسائر. وأوضحت الناطقة باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكابتن فانيسا بومان ان العملية"الجوية - البرية"التي تساندها أسلحة موجهة تهدف الى طرد المقاتلين الإسلاميين الذين يختبئون في أنفاق تحت الأرض استعداداً للقتال، علماً ان جبال تورا بورا تضم عدداً لا يحصى من الكهوف والأنفاق التي حفرها المجاهدون خلال قتالهم القوات السوفياتية المحتلة في الثمانينات من القرن العشرين. وشكلت الملجأ الأخير المعروف لزعيم"القاعدة"أسامة بن لادن حين قصفها الأميركيون نهاية عام 2001 من دون ان ينجحوا في قتله او اعتقاله بعدما سمحوا للميليشيات الأفغانية بتقدم الهجوم. وأفادت وسائل إعلام أفغانية أول من أمس، ان حوالى خمسين من"طالبان"قتلوا في الهجوم، لكن حاكم ولاية ننغرهار محمد وصف الأرقام بأنها"مجرد إشاعات"، فيما فرت بين 200 و250 عائلة من وادي تورا بورا الى قرى أخرى. وقتل ثلاثة من جنود التحالف الدولي في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في منطقة خوجياني قرب تورا بورا الأحد الماضي، كما تعرضت قاعدة أميركية في المنطقة لهجوم صاروخي في الأيام القليلة الماضية. وفي باكستان، أعلن الناطق باسم الجيش اللواء وحيد ارشاد ان قوات الأمن عززت وجودها على الحدود مع تورا بورا"لأننا لا نريد ان يعبرها متمرد واحد، وان تنتهك سلامة أراضينا، خصوصاً انها منطقة جبلية صعبة جداً". ورددت أجهزة الاستخبارات الأميركية مرات ان بن لادن وجد ملجأ مع عدد من أنصاره في مناطق القبائل الباكستانية القريبة من تورا بورا، وهو ما تنفيه باكستان. ميدانياً، قتل جنديان وجرح أربعة آخرون في انفجار عبوة جرى التحكم بها من بعد لدى مرور قافلة عسكرية في منطقة سبينوام بإقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان حيث تصاعدت حدة المعارك التي تجري بين الجيش والقبليين الموالين ل"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وكشف اللواء ارشاد ان الجنود ردوا فوراً على المهاجمين، وتلقوا دعم مروحيات قتالية، مؤكداً اعتقال ستة مشبوهين لدى محاولتهم الفرار. الرهائن الكوريين وفي قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين، بدأ مقاتلو"طالبان"ومسؤولون كوريون جنوبيون جولة جديدة من المحادثات لتأمين الإفراج عن الرهائن الكوريين الجنوبيين، وذلك بعدما توقفت لأيام اثر الإفراج عن امرأتين من الرهائن. وأمل الناطق باسم"طالبان"بان تتمخض المفاوضات عن نتائج جيدة، علماً انها هددت بقتل الرهائن الباقين في حال عدم إطلاق كابول سجناء لها.