عندما تتحدث مع المرشدين الطلابيين سابقاً (الموجهين الطلابيين حالياً)، في أي مرحلة أو أي مدرسة أو أي منطقة ستجد كلامهم واحدا ومعاناتهم واحدة، فهم يعانون من قرارات التناقض نحوهم، وانتقاص دورهم وتهميش جهودهم بشكل مقصود وموجه. كذلك عدم وجود الظهر القوي الساند لهم، رغم أن من يعرف طبيعة عملهم الذي يشمل كل شيء وليس له حدود داخل المدرسة وخارجها، يجد بالفعل أن هذه الفئة أهملت أو قلل من قدرها، وقد يرقى ذلك إلى أنها ظلمت. البعض يظن أن المرشد الطلابي بلا شغل ولا مشغلة، يقضي جل وقته في مدرسته كيفما اتفق، ثم يغادر كأول المغادرين إلى بيته، وهكذا كل يوم دراسي حتى نهاية العام. وفي الحقيقة هذا ظلم وبهتان لأن الكثير من عمل المرشد الطلابي غير مرئي للعيان، ولديه من العمل ما لا يجد وقتاً لإنجازه «كلامنا عن المرشدين المخلصين». فالمرشد الطلابي هو همزة الوصل بين الجميع، وعمله يحتم عليه ذلك، فهو مرتبط بإدارة المدرسة والإداريين والطلاب والمعلمين والأسرة والمشرفين. ومن أعماله المكلف بها- مثالا وليس حصرا- «المشاركة في استقبال الطلاب وأولياء أمورهم مطلع العام الدراسي- تهيئة الطلاب لا سيما المستجدين بداية كل عام- عمل الخطط والبرامج الخاصة بالإرشاد وتنفيذها والمشاركة في إعداد وتنفيذ خطط المدرسة عامة- حصر ورعاية المعيدين- حصر ورعاية المتأخرين دراسياً- حصر ورعاية المتفوقين دراسياً- حصر ورعاية أصحاب الأمراض المزمنة- حصر ورعاية أصحاب الظروف الإجتماعية والتفكك الأسري- حصر ورعاية أصحاب الظروف الاقتصادية- حصر ورعاية الأيتام- حصر ورعاية أبناء السجناء والمفرج عنهم- حصر ورعاية متكرري الغياب والتأخر الصباحي- تفعيل الجانب المهني- الزيارات الميدانية داخل المدرسة وخارجها- حضور الاجتماعات المكلف بها خارج المدرسة- المشاركة في أغلب اجتماعات المدرسة وكتابة التقارير- دراسة الحالة لمن يحتاجها من الطلاب- استقبال جميع الطلاب طالبي الخدمة من المرشد والمحولين له من إدارة المدرسة أو المعلمين أو الإداريين أو أولياء الأمور- التواصل المستمر مع أولياء الأمور حضورياً أو خطياً أو هاتفيًا - عمل الإحصائيات والرسم البياني والنسب المئوية ومقارنتها بعد كل اختبار وإيجاد الحلول والبدائل- القيام بأي عمل إضافي يطلبه المدير أو المشرف أو حتى زميله المعلم، ثم عليه توثيق كل ما سبق». وهناك العديد والعديد من أعمال المرشد التي لم تذكر وبعضها في الجانب الإنساني ويتركها المرشد بينه وبين الله. ثم بعد ذلك كله يقال المرشد ليس لديه عمل ولا شغل ولا مشغلة. فضلاً عن أن المرشد الطلابي بمثابة التائه في سكة التائهين، ويصنفونه كما يشاؤون تصنيفاً عجيباً متناقضاً. فحيناً يقولون: المرشد إداري وهو أقرب لعمل المدير والوكيل، بل وأكثرهم جهداً، وبالتالي فهو مرتبط بهم، وتبدأ إجازته ودوامه معهم أيضاً (لكن لا يستحق زيادة في الراتب مثلهم). وحيناً آخر يقولون: المرشد أقرب للمعلمين وبالتالي فهو مطالب حالياً بعد القرارات الجديدة (بالإشراف والمناوبة ودخول حصص الاحتياط والانتظار وغيرها مثله مثل المعلمين)، إلا أنه لا يحق له التمتع بالإجازة كاملة مثل المعلمين، أليس هذا تناقضا عجيبا؟. بعد القرار الجديد بتكليف المرشد بحصص الاحتياط والانتظار وغيرها، يسأل أحدهم ما رأيكم لو انشغل المرشد بحصص الانتظار أو الاحتياط، ثم حضر لمكتبه طالب أو مجموعة طلاب لأمر ضروري، أو ولي أمر أو مشرف، فماذا يصنع؟، يترك حصة الاحتياط وطلاب الفصل ويذهب لمكتبه، أم يترك الطالب أو ولي الأمر الزائر أو المشرف واقفاً أمام مكتبه حتى تنتهي حصة الاحتياط أو الانتظار أو المناوبة أو الإشراف وغيرها؟، أم يستضيفهم في الفصل أو الفناء الذي يقوم بمهمة الاحتياط أو الانتظار أو الإشراف فيه؟، أترك لكم الجواب. أخيراً هناك صوت مبحوح صادر من القلب، يحمله لسان كل مرشد طلابي «موجه طلابي»، إلى كل مسؤول عن الإرشاد، بأن ينصف المرشدين والمرشدات، وأن يسمعهم ويريهم من نفسه خيراً، وأظنهم يستحقون ذلك.