أحبط المصلون في المسجد الأقصى المبارك في الساعات الأولى لفجر الأمس تنفيذ جماعات يهودية متطرفة لمخطط باقتحام المسجد بمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم. ونتيجة للوجود المكثف للمصلين في الأقصى قررت الشرطة الإسرائيلية منع اليهود والأجانب من الدخول خشية حدوث مواجهات واسعة. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن مئات المرابطين والمصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني من الرجال والنساء والشباب والأطفال وجدوا في باحات المسجد منذ ساعات الفجر الأولى. وارتفعت وتيرة الدعوات اليهودية العلنية ضد المسجد إذ قال النائب اليميني المتشدد أرييه إلداد، لدى مشاركته في مسيرة استفزازية طافت أسوار البلدة القديمة من القدس "يجب إزالة الأقصى دون هدمه ونقله إلى مكان آخر ليحل محله الهيكل اليهودي". كما شهدت المدينة المقدسة أجواء من التوتر الشديد منذ مساء أمس الأول حيث بدأت استعدادات اليهود لهذه المناسبة، إلا أن الشبان الفلسطينيين المرابطين في القدس أصروا على عدم اقتراب المسيرات اليهودية من أزقة المدينة ومحيط المسجد الأقصى. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد وفرت الحماية للمتظاهرين اليهود الذين لوَّحوا بالأعلام العبرية وردَّدوا هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، ودعوا لإقامة "الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى. من جهة ثانية كشف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن تحضيرات تجري لعقد اجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس لوزراء خارجية دول عدم الانحياز وذلك في الخامس من الشهر القادم في مدينة رام الله. إلى ذلك قال المالكي للإذاعة الرسمية إنه لم يتم بعد تحديد موعد للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة للحصول على دولة غير عضو في الجمعية العامة. وأوضح أن الموعد سيتم تحديده في اجتماع لجنة المتابعة العربية في الخامس من سبتمبر المقبل بالقاهرة. وكان عباس قد قال في كلمة له أول من أمس، في جنين "في ما يتعلق بموضوع الأممالمتحدة فقد ذهبنا للمنظمة الدولية لنحصل على وضع دولة كاملة العضوية في المرة الأولى ولم ننجح، ولكننا حتماً بإذن الله سننجح في المرة الثانية، نحن شعب يستحق وضع الدولة ولدينا كل مقوماتها، لدينا مؤسسات وكوادر بشرية وعقول، ولا ينقصنا غير أن يخرج الاحتلال عن بلدنا إلى الأبد".