يعد قطاع السياحة من أكثر القطاعات حركة ونشاطاً على المستوى العالمي، حيث يمثل 10% من حجم الاقتصاد العالمي، حيث قاربت مداخيل السياحة بشكل عام في 2018، مبلغاً يقارب التريليون ونصف التريليون من الدولارات الخضراء، وشهدت دول القارة العجوز إنفاقاً سياحياً يقارب ال 570 مليار دولار، كما بلغ عدد زوار أوروبا 710 ملايين سائح في ذلك العام. وجاءت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالمركز الثاني، إذ بلغ الإنفاق السياحي بها حوالي 435 مليار دولار، وفي المركز الثالث جاءت الأمريكتان بإجمالي إنفاق سياحي بلغ 333 مليار دولار، وبعدد زوار وصل إلى 216 مليون سائح، في حين جاءت منطقة الشرق الأوسط ومن ثم إفريقيا في المركز الرابع والخامس توالياً بإجمالي إنفاق سياحي وصل إلى 110 مليارات دولار. محلياً بلغ حجم الإنفاق للسياح القادمين إلى السعودية «السياحة الوافدة» لعام 2018 حوالي 25 مليار دولار، وكجزء من التراجع العالمي سجل الإنفاق السياحي «الوافد» للسعودية تراجعا كبيراً بسبب جائحة كورونا بنحو 81% للعام 2020، ليبلغ نحو 20 مليار ريال مقابل نحو 103 مليارات ريال للعام 2019. نرى جلياً الدعم الحكومي الكبير للسياحة الداخلية، ومحاولة جعل المدن السعودية وجهة مغرية للمواطن والمقيم، واستقطاب الزوار من خارج المملكة، خاصة أن لدينا مدناً حباها الله بالجمال والطبيعة والموقع المميز، وفيها جميع مقومات السياحة الطبيعية، تمتد من الشرق للغرب، ومن الشمال للجنوب، ومنها مدينتا الطائف وجارتها «الباحة»، ناهيك عن الموقع الأخاذ بأعالي جبال السروات، والطبيعة الرائعة والساحرة والجو الممطر العليل، وللمنطقتين، ميزة أخرى، هي قربهما من قبلة المسلمين الأولى «مكة»، حيث يمكن للمصطافين من جميع دول العالم أداء شعائرهم الدينية، ثم الاصطياف بالمنطقة الجميلة. وبإمكاننا استنساخ النموذج الأوروبي، حيث يسافر الملايين من جميع أنحاء العالم سنويا، للاستشفاء بالمنتجعات الطبية الأوروبية، والتي لا تقدم في معظمها، سوى طبيعة خلابة وجو معتدل، ووقت للاستجمام والرياضة والراحة، وخدمات متقدمة من العلاج الطبيعي، وخدمات تأهيلية تتنوع بين مياه ساخنة ومرتفعات جبلية وحمامات طينية. مع الموقع المتميز لمدينتي الطائفوالباحة، هناك العديد من الفرص الاستثمارية، لكي تصبح الجارتان الواجهة السياحية الأولى لجنوب غرب السعودية ومنها: 1. ربط رحلة زيارة الأماكن المقدسة بالاستجمام وزيارة أعالي جبال السروات. 2. الاستثمار بالمنتجعات الطبية والعلاج التأهيلي. 3. تنشيط المنتجعات التي تقدم العلاج البديل، ومنها المياه الجوفية والرمال والمياه الساخنة. ولكن جميع ما سبق يحتاج خطة تنموية كبيرة للمنطقة، وضخ الكثير من الاستثمارات، وتهيئتها بمطار دولي يخدم الطائف، وجارتها «الباحة»، لتسهيل الوصول لتكون هذه المدن الواجهة الأولى ، وعمل برامج مكثفة للتعريف بهذه المناطق الفتية عالمياً، وزيادة الثقافة السياحية بالمنطقة، بتدريب وتأهيل المرشدين السياحيين فيها. عندها وبكل تأكيد سوف تكون الطائفوالباحة مقصداً سياحياً مميزاً، قد تقنع البعض من الذين تعودوا على «مد كراعينهم» للعلاج الطبيعي بالتشيك وألمانيا، بالتوجه داخلياً، ومع قليل من الاستثمار سوف تكتمل معادلة الماء والهواء و «الوجه» الحسن، وسوف نجني «نجاحاً» بطعم «البرشومي» ورائحة «الورد» و «الكادي».