نفى مدير"الجامعة الإسلامية" بالمدينةالمنورة، الدكتور محمد بن علي العقلا، تورط أي من طلاب الجامعة في قضايا "التطرف والإرهاب، التي تحدث في العالم"، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد "وسطية الجامعة واعتدالها"، مضيفا أن "حدوث أي انحراف داخل أي أسرة، لا يعني انحراف الأسرة عن خطها"، مشددا على أن "مسؤولية مواجهة الفكر المتطرف مسؤولية جماعية، يشترك فيها الأفراد مع مؤسسات المجتمع المدني والرسمي". العقلا، والذي تسنم إدارة "الجامعة الإسلامية"، منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، كشف عن توفير 4 آلاف منحة دراسة ل"أبناء العالم من المسلمين"، موضحا أن "هذا العدد قابل للزيادة"، حيث إن هذه الجامعة "أنشئت من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، لتعليم أبناء المسلمين من خارج المملكة، بما نسبته 85% من إجمالي القبول"، كما كشف العقلا عن أن "الجامعة تعمل على الدراسة اللازمة، لإنشاء القسم النسائي، وإكمال الإجراءات اللازمة له". موضوعات كثيرة أخرى، كانت محط نقاش "الوطن"، مع د.علي العقلا، وهنا نص الحوار: •وسط اتهامات البعض للتعليم الديني بتصدير "المتطرفين"، هل ثبت تورط أي من طلبة "الجامعة الإسلامية" في أحداث "الإرهاب" التي يشهدها العالم منذ سنوات؟ لم يثبت تورط أي من طلاب الجامعة الإسلامية بأحداث التطرف والإرهاب، التي تحدث في العالم، وذلك ما يؤكد وسطية الجامعة واعتدالها. وأنت تتفق معي، أن حدوث أي انحراف داخل أي أسرة، لا يعني انحراف الأسرة عن خطها. وتظل مسؤولية مواجهة الفكر المتطرف، مسؤولية جماعية، يشترك فيها الأفراد مع مؤسسات المجتمع المدني. مؤتمر مواجهة "الإرهاب" •هل كان تفاعل المشاركين في مؤتمر "الإرهاب" الذي نظمته الجامعة أخيرا، بالشكل المتوقع؟ وهل هنالك مؤتمرات أخرى في هذا المجال، خلال السنوات القادمة؟ بلا شك، كان التفاعل ممتازاً، فقد تلقت اللجنة المنظمة للمؤتمر أكثر من 500 بحث، والذي وقع عليه الاختيار للمشاركة كان 83 بحثاً، وكذلك كان الحضور الكثيف لافتاً في جميع جلسات المؤتمر، كما أن المؤتمر كانت له أصداء واسعة داخليًّا وخارجيًّا، والجامعة لن تتردد في تنظيم أي مؤتمر يخدم المجتمع ويفيده . •ما هي أبرز التوصيات التي أصدرها المؤتمر؟ وهل ستساهم هذه التوصيات بالتخلص من "الفكر الإرهابي" بشكل نهائي؟ خرج المؤتمر بتوصيات مهمة، وكان من أبرزها، حث شباب المسلمين على التمسك بوسطية الإسلام واعتداله وتسامحه مع الآخر، والالتفاف حول القيادات في بلدانهم، والحذر من مفارقة جماعة المسلمين، وأخذ الدين عن علمائه المتخصصين الثقات والمعروفين بوسطيتهم، ونبذ التفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء. وكذلك حث الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية على تشجيع أبنائهم على الاعتدال في فهم الإسلام، وحسن الجوار واحترام الآخر والتقيد بالأنظمة، وحث حكومات تلك الدول على احترام حقوق تلك الجاليات، والتعامل معها بالمساواة كبقية أفراد المجتمع. ومنها أيضاً توصية شباب المسلمين بتكثيف مواقع الدعوة إلى الإسلام وبيان سماحته ووسطيته والدفاع عنه على شبكة الإنترنت، بعد أن يتحصنوا بالعلم الشرعي الصحيح، ويجيدوا ثقافة الحوار مع الآخر. والتوصيات منشورة ومطبوعة ويمكن الرجوع إليها. ولا نستطيع القول إن هذه التوصيات ستقضي على الفكر الإرهابي نهائياً، ولكنها ستساعد على ذلك بلا شك، لكونها ملامسة للواقع ونابعة من تصور الباحثين للأسباب الحقيقية المغذية لهذه الظاهرة. •هناك من يقول إن مشكلة مؤتمراتنا، أنها تصدر توصيات لا يتم تفعيلها؟ الجامعات ومنظمو المؤتمرات عموماً يقومون بدور فاعل في تسليط الضوء على القضايا المهمة في حياة المجتمع، وجرت العادة في كل المؤتمرات أن تخرج بتوصيات يحاول فيها المنظمون معالجة قضية المؤتمر من كل النواحي، أما التفعيل فليس بالضرورة أن يكون من صلاحيات الجهة المنظمة، مع أنها مسؤولة عن بذل ما تستطيع في الحث والمتابعة نحو العمل بالتوصيات قدر الإمكان، والجامعة في مرحلة الإعداد لعقد ورش عمل في كيفية تفعيل هذه التوصيات مع الجهات المعنية. فضائية الجامعة •سبق أن تحدثتم عن قناة فضائية تنقل فعاليات الجامعة، أين وصل هذا المشروع؟ قناة "جامعتي" الإلكترونية، التي أنشأتها الجامعة، أُريد منها فعلاً أن تنقل فعاليات الجامعة وأنشطتها، وقد حدد لها مكان، وشكلت لها هيئة إشرافية، والعمل جار على استكمال البنية التحتية لها، وستنطلق حين اكتمال التجهيزات حتى تكون انطلاقتها قوية بإذن الله. آثار المدينة •هل سيكون هناك دور للجامعة في المحافظة على الآثار الإسلامية الموجودة بالمدينةالمنورة؟ هناك مؤسسات قائمة ومكلفة من قبل الحكومة الرشيدة برصد الآثار وتوثيقها والحفاظ عليها، سواء الآثار الإسلامية في المدينة، أو الآثار الوطنية الأخرى. والجامعة مستعدة للتعاون مع أي جهة حكومية في حدود صلاحيتها، وبما لا يتعارض مع رسالتها، ومهمتها التعليمية التثقيفية. توسعة ومبان جديدة •ما هي المشاريع الجديدة التي تنتظر الجامعة الإسلامية؟ يجري تنفيذ عدد من المشروعات بالجامعة، منها مشروع مبنى كلية القرآن الكريم، ومبنى كلية الحديث الشريف، ومبنى كلية اللغة العربية، ومبنى المكتبة المركزية، وأربع وحدات سكنية جديدة للطلاب، وثلاث وحدات لإسكان أعضاء هيئة التدريس، ومبنى العيادات الطبية. كما انتهت الجامعة أيضاً من ترسية عدد من المشروعات، وسيبدأ تنفيذها قريباً وتضم المرحلة الخامسة من إنشاء وحدات سكنية جديدة للطلاب. وهناك مشروعات في مرحلة الترسية تشمل مبنى معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومبنى مركز المؤتمرات، إضافة إلى تحديث البنية التحتية للجامعة. وتعمل الجامعة كذلك في مرحلة التخطيط لعدد من المشروعات، أهمها مشروع إنشاء وتجهيز المراكز المستقلة - المرحلة الأولى، ومشروع إنشاء وتجهيز العمادات المساندة - المرحلة الأولى، ومشروع إنشاء وتجهيز مبنى إدارة الجامعة، ومشروع إنشاء وحدات سكنية للطلاب - المرحلة السابعة. الأقسام النسائية •ماذا بشأن قسم الطالبات في الجامعة الإسلامية والذي تم الإعلان عن إنشائه وصدرت به الموافقة، وكذلك قسم الحاسب الآلي واللغات، لماذا لم تبدأ بهما الدراسة حتى الآن؟ ما زالت الجامعة تعمل على الدراسة اللازمة لإنشاء القسم النسائي، وإكمال الإجراءات اللازمة له. أما الكليات الجديدة، فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على إنشاء ثلاث كليات بالجامعة، وهي كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، وكلية العلوم، وكلية الهندسة، وسيعلن عن موعد بدء الدراسة بها فور انتهاء الاستعداد لذلك. معرض الكتاب •سبق أن أعلنتم عن المعرض الدولي للكتاب، خلال مؤتمر صحفي منذ ثلاث سنوات، إلا أنه لم يرَ النور، ما الذي حدث؟ للجامعة معرض كتاب يُقام سنويا، وقد أقيم هذا العام المعرض السابع والعشرون منه، وهو من أنجح المعارض المحلية في المملكة ولله الحمد، وتسعى الجامعة إلى إقامة معرض دولي بالفعل وسيُعلن عنه بعد أخذ الموافقة من الجهات ذات العلاقة. تفاعل محدود •يلحظ البعض عدم تفاعل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بشكل كبير مع برنامج الجامعة الثقافي، وعدد من المناسبات التي تقام فيها، بالرغم من حضورهم وتفاعلهم خارج مسرح الجامعة، بماذا تفسر ذلك؟ مع تقديري لهذا الرأي، إلا أن الملاحظ هو العكس، وهو تفاعل أعضاء هيئة التدريس مع أنشطة الجامعة الثقافية بقوة رغم ما عليهم من مسؤوليات وعبء تدريسي، فأكثر المحاضرات والدورات التي تقام داخل الجامعة يتولى إلقاءها أعضاء هيئة التدريس من الجامعة، وكذلك الدروس المتخصصة التي تقدم في مسجد الجامعة وقاعات الكليات كلها يقوم بها أعضاء هيئة التدريس من داخل الجامعة. مقابلات الطلاب! •الجامعة الإسلامية، ما زالت تعمل مقابلات شخصية للطلاب السعوديين الراغبين في الالتحاق بها! ما الهدف من هذه المقابلات، إذا كان الطالب لديه الرغبة في الدراسة؟ الجامعة تسير على نهج هذه الدولة المباركة، نهج الوسطية والاعتدال، وهناك لوائح وأنظمة للقبول تعمل بها كل الجامعات وجامعتنا إحدى تلك الجامعات، والمقابلات إجراء عادي للتأكد من أهلية الطالب للدراسة الجامعية عموماً وللتأكد من التوفيق بين رغبته وبين المقاعد المتاحة في الكليات، لضمان الاستفادة القصوى من المقاعد المتاحة للكلية ولضمان التحاقه بالكلية والتخصص الذي يوافق إمكاناته وقدراته. استثمار المتميزين •لماذا لا تستغل الجامعة الطلاب المتميزين ويتم التعاقد معهم؟ مثل ما فعلت "الجامعة العالمية الإسلامية"، بالتعاقد مع الطالب قطب سانوا من أفريقيا، والذي أصبح نائب الجامعة بماليزيا، بعد أن كان طالبا يدرس في جامعاتنا؟ لا شك أن الجامعة تخرج كل عام عدداً من الطلاب المتميزين، الذين يعودون إلى بلادهم التي هي في أمسّ الحاجة لطلاب العلم الشرعي المؤهلين والمحصنين علميًّا وفكريًّا، ومع ذلك فلا مانع من الاستفادة من أي خبرة ما دام ذلك يتماشى مع الأنظمة واللوائح. ضعف في الأداء •هناك من يصف برنامج الجامعة المسائي للدراسات ب"الضعف"، مشيرين إلى أن شروط القبول تختلف عن البرنامج الصباحي، ألا ترون أن ذلك يؤدي إلى ضعف المستوى العلمي؟ الهدف من البرنامج المسائي أساساً هو تسهيل إكمال الدراسة الجامعية لمن هم على رأس العمل، ولمن لم يتمكنوا من الدراسة الصباحية، فالمتوقع أن تكون مدخلات هذا البرنامج أفضل من مدخلات البرنامج الصباحي، ولا فرق بينه وبين البرنامج الصباحي، فكلاهما يدرس نفس المنهج والمقررات، ويقوم بالتدريس فيهما نفس أعضاء هيئة التدريس، والنتائج كذلك لا تشير إلى فرق بين مخرجات البرنامجين. فرص وظيفية محدودة •يعاني خريجو "الجامعة الإسلامية" من الطلاب السعوديين، من عدم توفر فرص وظيفية، في مجال التدريس، أو بعض المجالات الأخرى. هل هناك خطة مستقبلية للمواءمة بين عدد الخريجين والفرص الوظيفية المتوفرة ؟ خريجو الجامعة من أفضل الخريجين علميا، والواقع يشهد بذلك، فقد التحقوا بالمحاكم والتعليم والوظائف الإدارية وحتى العسكرية، والجامعة حريصة على التوازن في القبول والتنوع فيه بين كافة التخصصات، أما توفير الفرص الوظيفية فهو من مسؤولية جهات أخرى. معاناة الموظفين •ماذا عن التجميد الوظيفي، ومعاناة الموظفين المستحقين للترقية من البقاء في الدرجة نفسها لسنوات؟ سعت الجامعة لحل مشكلة التجميد الوظيفي لمستحقي الترقية، من موظفين إداريين ومن أعضاء هيئة التدريس على حد سواء، ولم يعد هناك مستحق للترقية، إلا ويرقى للدرجة التي يستحقها نظاماً، بعد استكمال المسوغات الإدارية والنظامية لذلك، وخير دليل على ذلك ترقية أكثر من 1200 موظف وعضو هيئة تدريس بالجامعة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.